نتواصل لأجل أطفال سعداء
We Communicate For Happy Children

«أنقذوا الأطفال»: حوالي 10 أطفال يفقدون إحدى ساقيهم أو كلتيهما يوميًّا في غزة - «اليونيسف»: أطفال غزّة عالقون في كابوس!

 

أكثر من ثلاثة أشهر على حرب غزة والأوضاعُ الإنسانية والمعيشية والصحية والنفسية للأطفال من سيءٍ إلى أسوأ. حوالي عشرة أطفال يفقدون يوميًّا إحدى ساقيهم أو كلتيهما منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، بحسب

منظمة «أنقِذوا الأطفال» Save the Children  التي استندت إلى تقريرٍ للـ«يونيسف» نُشر في 19 كانون الأول/ ديسمبر 2023 يشير إلى أنّ أكثر من ألف طفلٍ في غزة فقدوا إحدى ساقَيهم أو كلتيهما منذ اندلاع الحرب الحاليّة، ما يعني حُكمًا ارتفاع العدد اليوم. وقد أوضح البيان أنّ العديد من هذه العمليّات أُجري على الأطفال من دون تخدير بسبب شلل النظام الصحي في غزة والنقص الكبير في الأطباء والممرّضين والإمدادات الطبية.  

وبحسب منظمة «أنقِذوا الأطفال»، فإنّ المستشفيات التسع التي تعمل بشكلٍ جزئيّ في جنوب القطاع، تعمل بثلاثة أضعاف طاقتها الاستيعابية بينما تواجه نقصًا حادًّا في الإمدادات الأساسية والوقود. كما أنّ 30% فقط من المسعفين والطواقم الطبية ما زالوا يعملون في غزة، وفق «منظمة الصحة العالمية». 

باختصار، قطاع غزة يتحوّل إلى مكانٍ غير صالح للسكن، بحسب تعبير منظمة «الأونروا» التي وصفت الحصار بـ«القاتل الصامت للناس». أمّا «اليونيسف» فأكّدت أنّ اشتداد النزاع وسوء التغذية والأمراض في قطاع غزة تخلق حلقةً مميتةً تهدّد أكثر من 1,1 مليون طفل، موضحةً أنّ الظروف المعيشية للأطفال تستمرّ في التدهور السريع ممّا يزيد من خطر تصاعد وفيّاتهم. 

وأشارت «اليونيسف»، في تقرير مطلع العام الحاليّ، إلى ارتفاع حالات الإسهال لدى الأطفال بنسبة 50% خلال أسبوع واحدٍ فقط، إذ ارتفعت الحالات لمن هم دون سنّ الخامسة من 48 ألفًا إلى 71 ألفًا خلال هذه الفترة بدءًا من 17 كانون الأول/ ديسمبر، أي ما يعادل 3200 حالة إسهال يوميًّا. ويؤدّي الإسهال الحادّ والمطوّل إلى تفاقم خطير لتدهور الحالة الصحية وسوء التغذية لدى الأطفال، ممّا يعرّضهم إلى خطر الوفاة بشكلٍ كبير.

ويشكّل التهجير القسريّ عاملاً إضافيًّا ضاغطًا يؤثّر سلبًا على أحوال الأطفال الصحيّة. فسكّان رفح مثلاً، جنوب القطاع، يبلغ عددهم 280 ألف نسمة، لكنّها تستضيف الآن أكثر من مليون نازح، وفق تقديرات «الأونروا»، ما يشكّل ضغطًا هائلاً على بناها التحتية والحيوية والصحية، المنهارة أساسًا، و«الشوارع المكتظّة (فيها) تشهد انتشارًا للأمراض مثيرًا للقلق».  

على المستوى الغذائي، أوضحت «اليونيسف» أنّ 90% من الأطفال دون سنّ الثانية يتعرّضون الآن إلى الفقر الغذائيّ الحادّ، مشيرةً إلى أنّ الوضع المتدهور يثير مخاوف بشأن سوء التغذية الحادّ والوفيات بشكل يتجاوز عتبات المجاعة. وأبدت المنظمة قلقها إزاء تغذية أكثر من 155 ألف امرأة حامل وأمّ مرضعة، فضلاً عن أكثر من 135 ألف طفل دون سنّ الثانية، نظرًا إلى احتياجاتهم الغذائية الخاصة وضعفهم.

«الوقف الفوري لإطلاق النار» دعوةٌ يكرّرها جميع المنظمات الدولية الإنسانية. فالـ«اليونيسف» كرّرت هذه الدعوة لأسبابٍ إنسانيّة، كما دعت إلى استئناف الحركة التجارية لتمكين إعادة ملء المتاجر، وكذلك فعلت «الأونروا» التي حذّرت من أنّ «الوقف الفوريّ الإنساني لإطلاق النار مسألة حياة أو موت». أمّا «أنقِذوا الأطفال» فشدّدت على أنّ الوقف النهائي لإطلاق النار وحده سينهي قتل وتشويه المدنيين وسيسمح بدخول المساعدات الإنسانية التي تشتدّ الحاجة إليها، بما فيها الأدوية الحيوية للأطفال الجرحى، بالحجم المطلوب وفي الأماكن المطلوبة».