نتواصل لأجل أطفال سعداء
We Communicate For Happy Children

تقرير لـ«اليونيسف» حول وضع تطوير مرحلة الطفولة المبكّرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 

 

إعداد: قسم الإعلام والتواصل في «الشبكة العربية للطفولة المبكّرة» 

في تقريرٍ موسّع بعنوان «نظرة عامّة على وضع تطوير مرحلة الطفولة المبكّرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، تقدّم «اليونيسف» نظرةً شاملةً حول التحديات والفرص المحيطة بتطوير هذه المرحلة. كما تؤكّد أهميةَ الاستثمار في حُسن حال الأطفال منذ سنٍّ مبكّرة والدورِ الحاسم الذي تلعبه السياسات والخدمات في تقليص الفجوات وتعزيز الفوائد الاجتماعية المتعلّقة بالأطفال ومحيطهم.  

يعرض التقرير المؤلّف من 67 صفحةً مؤشّراتٍ مختارةً تتعلّق بنتائج تطوير مرحلة الطفولة المبكّرة والعوامل المرتبطة بها. وبحسب «اليونيسف»، الغرضُ الرئيسي من التقرير أن يكون مصدرًا إعلاميًّا لصانعي السياسات وشركاء التنمية ومنظمات المجتمع المدني والجهات المعنيّة الأخرى التي تشارك في دعم تطوير مرحلة الطفولة المبكّرة. وقد استند التقرير إلى قواعد البيانات الدولية التي تديرها منظّمات الأمم المتحدة والتي يرجع آخرها إلى شهر تموز/ يوليو 2023. 

لمحة عامّة

يعيش في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أكثر من 100 مليون طفل (0- 8 سنوات) يمثّلون حوالي خُمس العدد الإجمالي لسكّان المنطقة، منهم 55 مليونًا تحتّ سنّ الخامسة. ويسكن هؤلاء الأطفال في بلدانٍ متفاوتة السياقات الاقتصادية والاجتماعية، بين دولٍ غنيّة وأخرى منخفضة الدخل وأقلّ نموًّا. إلى ذلك، يواجه العديد من هذه الدول تحدياتٍ كبيرة مثل النزاعات والاضطرابات والأزمات الإنسانية، في استعارٍ كبيرٍ خلال العقد الماضي.

صحيحٌ أنّه منذ عام 2007، وفق التقرير، ظهرت علاماتٌ واعدةٌ على أنّ دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تُطوّر جدول أعمالٍ متعلّق بالأطفال الصغار، إلا أنّ هذا التقدّم سارَ بشكلٍ بطيءٍ خلال العقود الأخيرة. وحتى اليوم، ما زالت هذه المنطقة تعاني من أدنى معدّلات استثمارٍ في تطوير مرحلة الطفولة المبكّرة على مستوى العالم.

وفي تشابهٍ مع السياق العالميّ، تتشكّل مسارات بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا باستمرار من خلال الأحداث التي تقع خارج حدودها. انطلاقًا من هنا، كان لجائحة «كوفيد 19»، على وجه الخصوص، أثرٌ عميقٌ على حياة الأسر والأطفال. أدّى هذا الأمر إلى محدوديّة الحصول على التعليم، بما فيها السنوات الأولى، والضغط على الخدمات الصحية والاجتماعية وارتفاع نسب البطالة والفقر. وفي الإطار، تأتي أزمة تغيّر المناخ التي يتحمّل الأطفالُ العبء الأكبر لآثارها. كما ترتبط أزمة المناخ بشكلٍ مباشرٍ بتعزيز مخاطر الفقر ما قد يدفع إلى الهجرة داخل البلدان وبينها.

انطلاقًا من هذه الخلفيّة، أجرت «اليونيسف» هذا التحليل لتقييم وضعيّة تطوير قطاع الطفولة المبكّرة في المنطقة عبر تقييم الوضع العامّ للأطفال الصغار وتحليل التحديات الأساسية التي يواجهونها، وتحديد العوائق التي تعيق التقدّم والاستثمار في هذا القطاع، بالإضافة إلى تقديم رؤى تستند إلى الأدلّة لتصميم استراتيجيات فعّالة تعزّز برامج تطوير مرحلة الطفولة المبكّرة.

يتضمّن هذا التحليل/ التقرير «الرعايةَ في مرحلة التنشئة» التي تؤكّد أهمّية نظام العلاقات بين الأطفال والبيئة التي ينمون فيها. ويرتكز نهجُه التحليلي على المبدأ الذي ينصّ على أنّ البيئة الإيجابية للتنمية حقٌّ لجميع الأطفال، والذي تضمنه المادة السادسة من «اتفاقية حقوق الطفل».

أبرز المخرجات الخاصة بالطّفولة المبكّرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 

  1. وفيّات الأطفال والأمّهات: 
  • بين عامَي 1990 و2021، انخفضت معدّلات وفيّات الأطفال حديثي الولادة (الوفاة قبل بلوغ 28 يومًا) ومعدّل وفيّات الرضّع (الوفاة قبل بلوغ السنة الأولى) إلى أكثر من النصف. إنّ وفيّات الأطفال حديثي الولادة شائعة بين الذين يولدون قبل أوانهم أو بوزنٍ منخفض، بينما يُعتبر الالتهاب الرئوي والإسهال إحدى الأسباب الرئيسيّة لوفاة الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن ثلاثة أشهر.

  • خلال الفترة نفسها، انخفضت معدّلات وفيّات الأطفال دون سنّ الخامسة بحوالي الثلثين، من 73 وفاة لكلّ ألف مولود جديد إلى 27 وفاة لكلّ ألف مولود جديد.

  • هناك تفاوت كبير في هذه المعدّلات، سواءً بين دول المنطقة أو داخل الدولة نفسها. على سبيل المثال، يتراوح معدّل وفيّات الأطفال دون سنّ الخامسة في دول الخليج ولبنان من 7 إلى 9 وفيّات لكلّ ألف مولود، بينما تبلغ في جيبوتي والسودان واليمن 50 وفاةً لكلّ ألف مولود.

  • هناك تفاوت كبير داخل البلد نفسه، حيث يتعرّض الأطفال الذين يقطنون المناطق الريفية والنائية والذين ينتمون إلى الفئات الاجتماعية الأكثر فقرًا إلى مخاطر أعلى لناحية الوفاة. ويعود ذلك إلى محدودية وصولوهم إلى مرافق الرعاية الصحية والحصول على الرعاية الطبية الكافية وفي الوقت المناسب. وتسلّط هذه الاختلافات الضوء على مسألة انعدام المساواة في الوصول إلى الرعاية الصحية والخدمات الأساسية الأخرى، وكذلك تأثير العوامل الاجتماعية والاقتصادية على صحة الطفل.

2.التغذية في مرحلة الطفولة المبكّرة: 

  • تعاني دولٌ عدّة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من عبءٍ ثلاثيّ يتمثّل في:

    – سوء التغذية، الذي يتميّز بمستوياتٍ عالية من التقزّم والهُزال. حوالي 15% من الأطفال الصغار يعانون من التقزّم مع تركّز الغالبية العظمى من الأطفال دون سنّ الخامسة في العراق ومصر والسودان واليمن. عام 2020، كان حوالي 6% من الأطفال دون سنّ الخامسة في المنطقة يعانون من الهُزال، وقد شهد اليمن والسودان أعلى معدّلات في نسبةٍ زادت عن 16%.

    – نقص المغذّيات الدقيقة (كاليود والحديد والزنك والكالسيوم والفيتامينات) والذي يرتبط بالعديد من حالات وفيّات الأطفال في العالم.

    – تزايد انتشار السمنة، إذ يعاني 10% من أطفال هذه المنطقة من زيادة الوزن.

  • يعاني حوالي ثلثي الأطفال الصغار (بين 6 و23 شهرًا) من فقر الغذاء، وعادةً ما تتمّ تغذيتهم بنظامٍ غذائيّ فقيرٍ للغاية، يتألّف، في أحسن الأحوال، من أربع مجموعات غذائيّة من بين المجموعات الثماني الموصى بها لهم.

  • يعاني واحد من كلّ أربعة أطفال دون سنّ الخامسة من فقر شديد في الغذاء إذ يقتصر نظامهم الغذائيّ على مجموعتين فقط من الأطعمة، غالبًا ما تكون الحبوب وبعض الحليب.

  • 23% فقط من الأطفال الصغار (6- 23 شهرًا) يتناولون نظامًا غذائيًّا مقبولاً، على الأقلّ لناحية تكرار التغذية والتنوع الغذائي، مع تفاوت النسبة بين البلدان.

    3.البيئة الأسريّة: 

  • الفقر:

    – يعيش حوالي 10% من أطفال الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في فقرٍ مدقع.

    – حوالي ثلث الأطفال دون سنّ الخامسة في البلدان ذات الدخل المتوسّط يعانون من الفقر المتعدّد الأبعاد. ونسبةُ الأخير لدى الأطفال تقترب من 90% في البلدان ذات الدخل المنخفض.

    – يعاني الأطفال الذين يعيشون في فقر متعدّد الأبعاد من عدم الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية مثل التطعيم أو الرعاية الولادية؛ ومواجهة نقص في النظام الغذائي أو سوء التغذية؛ والعيش في منازل مزدحمة؛ ونقص في الوصول إلى المياه والصرف الصحي بشكل كافٍ.

    – الأطفال الذين يقطنون المناطق الريفية والأسر الكبيرة معرّضون بشكلٍ أكبر لخطر الفقر النقدي.

  • بيئة التعلّم المنزلي:

    – حوالي 60% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين و5 سنوات يتلقّون تحفيزًا كافيًا من خلال أنشطة التعلّم في المنزل، لكن هناك فجوات كبيرة بين البلدان (33% في اليمن وأكثر من 90% في الأردن).

    – يملك نصف أطفال المنطقة فقط ألعابًا تكفي لعمرهم.

    – 15% فقط من الأطفال يملكون كتبًا، مع تسجيل السودان والعراق أدنى معدّلين، 2% و3% على التوالي، وسوريا وقطر أعلاها (30- 40%).

    المهارات والمعرفة الوالديّة:

    – هناك فجوة كبيرة بين السلوكيّات الفعلية للأهل ومبادئ الوالدية المتجاوبة، منها على سبيل المثال اعتقادُ الأهل بأنّ التنمية الإدراكية للأطفال لا تبدأ قبل سنّ الثانية.

  • السلامة والأمان:

    – حوالي 12% من الأطفال الصغار يُتركون من دون إشرافٍ كافٍ من قِبل الكبار، مع وجود تباينٍ بين الدول.

    – يتعرّض أطفال الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى إحدى أعلى معدّلات أساليب التأديب العنيفة على مستوى العالم. في المعدلّ، يواجه 8 من كلّ 10 أطفال دون سنّ الخامسة واحدةً على الأقلّ من أشكال التأديب العنيفة.

4.السياسات الاجتماعية والخدمات

  • الحماية الاجتماعية:

    – خلال السنوات الأخيرة، بدأ بعض دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إصلاح نظام الحماية الاجتماعية الخاص بها، وتقليص الاعتماد على الدعم المالي، وإطلاق برامج تحويل نقدي تستهدف السكان الضعفاء، بمن فيهم الأطفال. ومع ذلك، ما زالت هناك فجوات كبيرة في التغطية، لا سيّما للأطفال دون سنّ الخامسة.

    – بشكل عامّ، ما زالت أنظمة الحماية الاجتماعية في هذه المنطقة ضعيفة ومتفكّكة، وغالبًا ما تفشل في الوصول إلى أكثر الأُسر ضعفًا.

    – لمعالجة فقر الأطفال المتعدّد الأبعاد بشكل فعّال، من الضروري وجود روابط قويّة بين توفير الحماية الاجتماعية والخدمات الاجتماعية (الصحة والتغذية والتعليم وحماية الطفل)، إلا أنّ محاولات بناء مثل هذه الروابط في المنطقة ما زالت في مراحلها الأولى.

  • الوصول إلى الرعاية الصحية: 

– هناك تفاوت كبير بين دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في ما يتعلّق بتأمين الرعاية والخدمات الصحيّة. نشهد هذا التفاوت مثلاً بين دول مجلس التعاون الخليجي حيث تتوفّر الخدمات الصحية في مراكز مجّهزة بشكل جيّد، وبين الدول العربيّة الأقلّ نموًّا حيث تعاني من أدنى تغطية للخدمات الصحية الأساسيّة. مثال على ذلك رعاية ما بعد الولادة للأمّهات التي تتراوح بين 20% في اليمن و95% في سلطنة عمان.

– تواجه الدول المتضرّرة من الصراعات وعدم الاستقرار صعوباتٍ كبيرةً في ضمان خدمات الرعاية الصحية الكافية والتغطية الشاملة. أدّى هذا الأمر إلى انخفاض معدّلات الرعاية السابقة للولادة وبَعدها، ومحدوديّة الحصول على العلاجات الأساسيّة للنساء الحوامل المصابات بفيروس نقص المناعة البشريّة HIV، وانخفاض معدلات رعاية الأطفال المصابين بالالتهاب الرئوي.

  • الإعاقة:

– تمتلك منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ثاني أعلى معدّل انتشار للإعاقة لدى الأطفال على مستوى العالم بمعدّل يبلغ 13%. تساهم عوامل عدّة في ارتفاع هذا المعدّل بما فيها التعرّض للإصابة خلال الصراعات، وارتفاع مستوى زواج الأقارب ممّا قد يزيد من خطر الإصابة ببعض الحالات الوراثيّة. 

– هناك تفاوت كبير في الحصول على التحفيز المبكّر والرعاية الاستجابيّة بين الأطفال من ذوي الإعاقة وغيرهم من الأطفال في هذه المنطقة. 

– في العديد من بلدان المنطقة، هناك ضعف في الخدمات العامّة المخصّصة لدعم أهل الأطفال من ذوي الإعاقة.

  • المياه والصرف الصحّي وخدمات النظافة: 

– يحصل حوالي 92% من سكان بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على خدمات مياه الشرب الأساسية. 

– بالنسبة للنقطة السابقة، هناك تفاوت داخل البلدان يؤثّر سلبًا على سكّان المناطق الريفية والحضريّة الذين يقطنون الأحياء العشوائيّة. وهناك كذلك تفاوت بين البلدان، حيث تتمتّع الدول العربية الأقلّ نموًّا بتغطية أقلّ بكثير لخدمات مياه الشرب الأساسيّة مقارنةً بغيرها. وتتراوح هذه النسبة بين ما يزيد قليلاً عن 60% في السودان واليمن إلى 76% في جيبوتي. 

– يحصل حوالي 85% من سكان المنطقة على خدمات الصرف الصحّي الأساسية، مع وجود تفاوت كبير بين البلدان حيث تتمتّع الدول العربية الأقلّ نموًّا بمعدلات تغطية أقلّ بكثير من غيرها. تبلغ نسبة السكان الذين يفتقرون إلى خدمات الصرف الصحّي الأساسية 33% في جيبوتي، 46% في اليمن و63% في السودان. 

– 31% من مدارس المنطقة لا تتوفّر فيها مرافق لغسل اليدين بالماء والصابون تكون متاحة للتلاميذ. 

  • التعلّم المبكّر: 

– متوسّط الحضور في التعليم خلال مرحلة الطفولة المبكّرة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات يبلغ 26%، وهو أدنى من معظم المناطق الأخرى ومن المتوسّط العالمي البالغ 39%. 

– متوسّط المعدّل للمشاركة في التعليم قبل سنة واحدة من دخول المدرسة الابتدائيّة على المستوى الإقليمي يبلغ 46% مقارنةً بالمتوسط العالمي البالغ 73%. 

– هناك تفاوت كبير على مستوى الحصول على فرص التعلّم المبكّر الرسمية بين الدول وداخلها. 

– بخصوص الأرقام السابقة، تغيب عن التقارير الإحصاءات المتعلّق بكلّ من لبنان وليبيا.

– بشكل عامّ، ليست هناك فجوات ملحوظة بين الجنسين في الوصول إلى مرحلة التعليم ما قبل المدرسيّ، لكنّ الوصول إلى تلك الخدمة أكثر شيوعًا بين الأسر الأكثر ثراءً وسكّان المناطق الحضريّة. 

– يلعب القطاع الخاصّ دورًا كبيرًا في التعليم ما قبل المدرسيّ ممّا يؤدّي إلى تعزيز التفاوت الاجتماعي. 

5.السياق الكلّي

  • الديموغرافيا:

– حتى عام 2022، كان هناك حوالي 100 مليون طفل في المنطقة (0- 8 سنوات) يشكّلون أكثر بقليل من خُمس إجمالي عدد السكّان الإجمالي.

– تتباين نسبة الأطفال دون سنّ الخامسة بين السكّان في المنطقة، ويسجّل السودان واليمن وفلسطين أعلى النسب.

– تمرّ دول المنطقة بمراحل مختلفة على مستوى تحوّلها الديموغرافي، إذ أظهر معظمها اتّجاهات غير مستقرّة لخفض الخصوبة على مدى العقدين الماضيين.

– على الرغم من الوتيرة المتفاوتة، ستظلّ بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تشهد تحوّلاً ديموغرافيًّا ملحوظًا خلال العقود المقبلة، إذ ستدخل نسبة كبيرة من سكّانها سنواتها الأكثر إنتاجيّة. يمثّل هذا الأمر فرصة فريدة للمنطقة كي تستفيد من العائد الديموغرافيّ المحتمل، على أنّ ذلك يعتمد على شروط معيّنة خاصّةً الاستثمارات الفعّالة في رأس المال البشري بدءًا من مرحلة الطفولة المبكّرة. ومن شأن الفشل في تحقيق هذه الشروط وخلق فرص للشباب أن يؤدّي إلى تحويل العائد الديموغرافي إلى عبء على مجتمعات المنطقة.

  • الإنفاق الاجتماعي العامّ والسياسة الأسريّة: 

– الإنفاق الاجتماعي العامّ في المنطقة أقلّ بكثير من المتوسّط العالمي، كما أنّ الإنفاق العامّ على الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية غير كافٍ لدى مقارنته بالمعايير الدولية، ويستفيد منه الأثرياء أكثر من الفقراء. 

– على الرغم من بعض التقدّم الملحوظ في المنطقة، ما زالت سياسات الحماية الاجتماعية قاصرة ولا تحمي معظم الفقراء. وممّا يثير القلق، قلّة تغطية الأطفال الصغار دون سنّ الخامسة.

  • العوامل الاجتماعية والثقافية: 

– ينشأ معظم الأطفال في المنطقة ضمن بيئة اجتماعية وثقافية تلعب فيها الأسرة دورًا مركزيًّا إلى جانب الأدوار الجندرية التقليدية والتسلسل الهرمي الأبوي السائد.

– تباينت أنماط تكوين الأسرة والخصوبة بشكلٍ كبيرٍ بين دول المنطقة وداخلها حيث شهدت تغيّراتٍ سريعةً ومتناقضةً على مدى العقود الماضية.

  • المساواة الجندرية: 

– تُعَدّ الفروقات الجندرية والتمييز من بين التحديات الاجتماعية والتنمويّة الرئيسية في المنطقة. ومع ذلك، حقّقت المنطقة على مدى العقدين الماضيين تقدّمًا كبيرًا على مستوى المساواة بين الجنسين في بعض المجالات، خاصّةً في مجالَي الصحة والتعليم. 

– على الرغم من التقدّم الملحوظ في تعزيز المساواة الجندرية ضمن قطاع التعليم في المنطقة، إلا أنّ الإنجازات لم توازها تحسينات مماثلة للفتيات والنساء لناحية قدرتهنّ على الوصول إلى سوق العمل وتأمين فرص عمل لائقة والمشاركة الفعّالة في الحياة الاجتماعيّة والسياسية.

  • الصراعات: 

– يقيم عدد كبير من الأطفال في المناطق المتضرّرة بفعل الأزمات والصراعات، وهناك حوالي

– 50 مليون طفل بحاجة إلى المساعدة الإنسانية وهذا يشمل 6.4 مليون طفل لاجئ و6,4 مليون طفل نازح داخليًّا.

– تأثّر عدد كبير من الأطفال بحوادث أدّت إلى إعاقات جسديّة، وهم يعيشون في مناطق تواجه فيها خدماتُ الدعم للإدماج والمشاركة في التعلّم تحدّيات. 

  • التغيّر المناخي: 

– يترك تغيّر المناخ أثرًا بالغًا على الوضع الهشّ أساسًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومن

– المتوقّع أن تشهد هذه المنطقة أكبرَ الخسائر الاقتصادية بسبب ندرة المياه المرتبطة بالتغيّر المناخي، والتي تقدَّر بنحو 6 و14% من الناتج المحلّي الإجمالي بحلول عام 2050.

– الأطفال، خصوصًا الأطفال الصغار، أكثرُ الفئات عرضةً لمخاطر آثار التغيّر المناخي. إنّ قدرة هؤلاء على تحمّل الظواهر الجويّة والمناخية المتطرّفة محدودة، كما أنّ الضرر الذي يحصل للأطفال الصغار نتيجةً لتغيّر المناخ يخلّف آثارًا طويلة المدى ممّا يعزّز التفاوت الاجتماعي والفقر. 

الطريق إلى الأمام

بعض التوصيات الرئيسية للحكومات الشركاء بهدف تحسين نتائج تنمية الطفولة المبكّرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: 

  1. تحديد الأولويّات الوطنية لتنمية الطفولة المبكّرة مع خارطة طريق واضحة وتحديد أدوار المساءلة وذلك من خلال إنشاء آليّة متعدّدة القطاعات، بالإضافة إلى تطوير وتنفيذ ومراقبة سياسات واستراتيجيات وخطط عمل تنمية الطفولة المبكّرة عبر البيانات والأدلّة.
  2. حماية وتعزيز تمويل تنمية الطفولة المبكّرة في ظلّ الموارد الشحيحة والحيّز المالي المحدود.
  3. تقديم السياسات الصديقة للأسرة المتعلّقة برعاية الطفل وتعزيزها لإتاحة الفوائد الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية للأطفال والعائلات. على سبيل المثال: توسيع إجازات الأهل المدفوعة الأجر، دعم الرضاعة الطبيعية إلخ.
  4. توفير برامج وخدمات عادلة لتنمية الطفولة المبكّرة للوصول إلى الأطفال والأسر الأكثر ضعفًا. 
  5. دعم برامج وخدمات تنمية الطفولة المبكّرة والتمويل ضمن سياق إنساني كجزء من التدخلات المتكاملة بهدف التغذية المثاليّة، وصحّة الرضّع والأطفال الصغار، والتعلّم المبكّر والحماية. وينبغي أن تشمل التدخلات دعم حُسن حال الأهل ومقدّمي الرعاية خلال الأزمات.