نتواصل لأجل أطفال سعداء
We Communicate For Happy Children

مأساة اليمن: تفاقم الجوع وتضاؤل التمويل والأطفالُ أكثر المتضرّرين

 

بعد مرور أكثر من ثماني سنواتٍ على بدء الحرب في اليمن، لا يزال هناك 24.1 مليون شخص معرّضين لخطر المجاعة والمرض، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، من بينهم حوالي 11 مليون طفل، وفقًا لمنظمة «اليونيسف».

 

وبينما قُتل وشُوّه وجُنّد وتعرّض آلافُ الآطفال إلى الاستغلال والعنف على مرّ سنوات الحرب، وفي وقتٍ تتفاقم، يومًا بعد يوم، الأزماتُ المعيشية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والنفسية، والتي وصفها البنك الدولي بإحدى أكبر الأزمات الإنسانية في العالم؛ يتضاءل، عامًا بعد عام، التمويلُ المخصص للمساعدات الإنسانية في اليمن. ولأنّ الأزمات والحروب أكثر ما تخلّف آثارًا على الفئات الهشّة، وفي مقدّمها الأطفال، دعت منظمة «أنقِذوا الأطفال» Save the Children العالمَ إلى التحرّك بشكل عاجل ومنح الأولوية لاحتياجات الأطفال الأكثر ضعفًا في اليمن. وقد جاء تعليق المنظّمة بعد فشل مؤتمر المانحين، الذي عقدته الأمم المتحدة في جنيف يوم 27 شباط/ فبراير 2023، من جمع أكثر من 28% من حجم التمويل المطلوب لدعم خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2023، أي 1.2 مليار دولار من أصل 4,3 مليارات  دولار، بحسب الأمم المتحدة.

وفي الإطار نفسه، دعت «المفوّضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» UNHCR إلى بذل جهدٍ أكبر وإلى توفير المزيد من الموارد لتلبية الاحتياجات الإنسانية الحادّة والمتنامية داخل اليمن. وأوضحت المفوّضية أنّ هذا الدعم يمكّن العاملين في المجال الإنساني من الوصول إلى الأسر الأكثر ضعفًا وتزويدها بالمساعدة والخدمات اللازمة، مثل الدعم القانوني والنفسي أو البرامج التي تساعد على وجه التحديد في حماية الأطفال وغيرهم من أفراد المجتمع الأكثر ضعفًا.

وبينما يعيش أكثر من ثلثَي السكّان في اليمن تحت خطّ الفقر، أشارت المفوّضية إلى أنّ 93% من العائلات اليمنية النازحة لديها فردٌ واحدٌ على الأقلّ من أفراد الأسرة يمرّ بحالة ضعف، كشخص يعاني من إصابة أو من ضائقة نفسية، أو طفل يعمل، أو مسنّ لا يحظى بالرعاية، كما يؤدّي تأثير النزاع والنزوح المطوّلين، إلى جانب الافتقار إلى سبل العيش والخدمات الأساسية والغذاء، إلى زيادة المخاطر التي تعتري الحماية، كخروج الأطفال من المدارس حيث ينتهي المطاف بالعديد منهم للعمل من أجل إعالة أسرهم من خلال التسوّل؛ وتتولّى الأرامل وغيرهنّ من النساء غير المتزوجات مسؤولية رعاية أسرهنّ، فيما يتحول التزويج المبكر للفتيات إلى استراتيجيةٍ من أجل البقاء بالنسبة للكثيرين.

على المستويين الغذائي والصحي، أدّى النزاع، بحسب تقديرات «اليونيسف»، إلى تفاقم أزمة سوء التغذية الحادّة المستمرة في البلاد لتطال حوالي 2.2 مليون طفل، منهم أكثر من 540,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحادّ الوخيم- الذي يهدد الحياة ما لم يعالَج على وجه السرعة. كما يفتقر ملايين الأطفال إلى المياه المأمونة وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية، وذلك بعد تدمير أكثر من ثلث منشآت المياه والصرف الصحي في البلاد منذ بدء الحرب، وفقًا لأحدث تقرير للبنك الدولي صادر في 30 أيار/ مايو 2023، ولا يزال اليمن يعاني من فاشيات متعاقبة من الكوليرا والحصبة والخناق (الدفتريا) وغيرها من الأمراض التي تسهل الوقاية منها باللقاحات.

أما على المستوى التعليمي، فتشير «اليونيسف» إلى أنّ الدمار والإغلاقات التي لحقت بالمدارس خلّفت أكثر من مليونين وخمسة وسبعين ألف طفل خارج المدرسة، ما يجعلهم أكثر عرضة للأخطار.