نتواصل لأجل أطفال سعداء
We Communicate For Happy Children

تحديث الشبكة #20 - البقاء على قيد الحياة بدون أساسيّات العيش: تفاقم تأثيرات الأزمة اللبنانية على الأطفال

 
(المصدر: اليونيسيف)

البلد:
لبنان

ما زال لبنان يعاني من الأزمة متعددة الأبعاد التي يبدو أن آثارها سوف تزداد وتدوم طويلاً، مما سوف يفاقم أثارها السلبية على اللبنانيين واللاجئين والأطفال وغيرهم من المجموعات والمجتمعات الهشّة المقيمة في لبنان.

الوضع المعيشي

أدّى رفع الدعم وتحرير أسعار المحروقات بالكامل إلى كارثة اجتماعية اقتصادية غير مسبوقة حيث قفزت خلال الشهرين الماضيين ما بين أيلول/سبتمبر وتشرين الأول /أكتوبر 2021، الزيادة في أسعار البنزين من 400% إلى 450%، وديزل المولدات من 500% إلى 650%، كما انخفضت قيمة الحد الأدنى للأجور من 33 دولارا أمريكياً إلى 27 دولاراً وازداد معدل التضخم من 146% إلى 174% خلال الفترة نفسها، وفقدت القدرة للشرائية لليرة اللبنانية 95% كما فقدت حسابات المودعين في البنوك 85% من قيمتها حتى الآن.

كل هذا أدّى إلى تفاقم الفقر الذي أصبح يطال 74% من مجموع السكان. وتشير دراسة للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الاسكوا)(1) أنه إذا ما أخذنا أبعاد أوسع من الدخل بعين الاعتبار، كالصحة والتعليم والخدمات العامة، تصل نسبة الذين يعيشون في فقر متعدد الأبعاد إلى 82% من السكان.

ترافق هذا هجرة أكثر من 600 ألف في الأشهر الأخيرة معظمهم من أصحاب الكفاءات. وأصبحت البطالة تطال 35% من القوى العاملة، كما أشار تقرير للبنك الدولي والاتحاد الأوروبي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة عن وضع المرأة في لبنان إلى أن 75% من النساء أصبحن غير ناشطات اقتصادياً وأن البطالة بين النساء في سوق العمل في تزايد مستمر.

القطاع الصحي

أدى انتشار وباء الكورونا والانهيار الاقتصادي إلى انهيار النظام الصحي، الذي لم يكن يستند أصلاً إلى موجبات الصحة العامة، ما أدى إلى عدم قدرته على الاستجابة لمتطلبات حماية صحة سكان، خاصة بعد انهيار القطاع الصحي العام واستنزاف قدرته الاستيعابية وبعد أن قلّصت المؤسسات الصحية الخاصة خدماتها.

وجدت دراسة الإسكوا أنّ نسبة الأسر المحرومة من الرعاية الصحية قد ارتفعت إلى 33%. وارتفعت نسبة الأسر غير القادرة على الحصول على الدواء إلى أكثر من 50% بعدما ازدادت أسعار الدواء ما بين 400% إلى 1000%، كما أعلن “برنامج الأغذية العالمي” أن التضخم في أسعار المواد الغذائية ارتفع بما يصل إلى 557% مما أصبح يهدد الأمن الغذائي.

أما غالبية المستشفيات فتعمل بنسبة 50٪ من طاقاتها ومن المتوقع أن تتوقف 30 مستشفى عن العمل أواخر هذه السنة، كما هاجر حوالي 40% من الأطباء و50% من الكادر التمريضي.

القطاع التعليمي

تدفع الأزمة الأسر الفقيرة إلى عدم إلحاق أولادها بالمدرسة ودفعهم للعمل لتحسين ظروف العيش، ما أدى إلى ارتفاع حالات التسرب المدرسي بحيث أصبح (2)700،000 طفل وطفلة الآن خارج المدرسة.

كما تُظهر دراسة أجرتها اليونيسف(3) أن الالتحاق بالمدارس الابتدائية للأطفال اللاجئين انخفض بنسبة 25٪ في عام 2021، وأن 30٪ من الأطفال منهم لم يذهبوا إلى المدرسة أبدًا. وأصابت موجة الهجرة وانخفاض الرواتب الكادر التعليمي بحيث هاجر 17% منهم.

النفايات والتلوث

سببت زيادة استخدام مولّدات الديزل لتعويض انقطاع الكهرباء إلى ارتفاع حدّة تلوّث الهواء بمعدّل 8 أضعاف ما كان عليه سابقًا فقد سجّلت انبعاثات الغازات السامّة زيادة بنسبة 300%. وعادت النفايات تتراكم في الشوارع مع ازدياد نسبة المواد السامة التي تنبعث من حرقها نتيجة غياب خدمات جمعها، ما سوف يؤدي إلى زيادة أعداد المصابين بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والاضطرابات العصبيّة والجلطات واضطرابات النمو لدى الأطفال.

يشير التقرير من منظّمة اليونيسيف أدناه إلى أن مئات الآلاف من الأطفال في لبنان معرضون للخطر. عدد متزايد من الاطفال في لبنان ينامون وهم جياع. وكثير منهم لا يتلقون الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها ولا يمكنهم الذهاب الى مدرستهم.

مستقبل جيل كامل من الأطفال في لبنان على المحك. إنهم يناضلون للتصدي لأحد أسوأ كالات المساد الاقتصادي في التاريخ العالمي الحديث. إنهم يكافحون لمواجهة تحديات جائحة كوفيد-19 وعواقب تفجيرات مرفأ بيروت الهائلة في آب/أغسطس 2020