نتواصل لأجل أطفال سعداء
We Communicate For Happy Children

المنتدى الإقليمي الأوّل لـ«الشبكة العربية»: حجر أساس في تنمية قطاع الطفولة المبكّرة

 

عقدت «الشبكة العربية للطفولة المبكّرة» منتداها الإقليمي الأوّل «رعاية الأطفال الصغار في عالمٍ مضطرب: استراتيجيات التنمية في البلدان العربية»، وذلك من 8 إلى 10 أيلول/ سبتمبر في القاهرة. استضاف المنتدى «المجلس العربي للطفولة والتنمية» وقد حضره أكثر من 60 عضوًا/ ة وممثّلاً/ة من مختلف القطاعات المعنيّة بقطاع الطفولة المبكّرة من 13 دولة عربية. 

أسفر المنتدى الإقليمي للشبكة عن تحديد الاتّجاهات الاستراتيجية لتنمية الطفولة المبكّرة في ظلّ الأزمات المتعدّدة التي تعصف بالبلدان العربية، كما وضع حجر أساسٍ للاستمرار في الجهود التعاونية لحُسن حال الأطفال الصغار في المنطقة العربية. وسلّط المنتدى الضوء على سياساتٍ ذات رؤى وعلى مبادرات تعاونيّة وعروض بحثية مع تشديدٍ على أهمية المناصرة لصالح حقوق الأطفال، بالإضافة إلى توضيح دور «الشبكة العربية» وشركائها في دعم البحوث ضمن مجال الطفولة المبكّرة والتعرّف على البرامج الرائدة ضمن هذا المجال في العالم العربي. 

افتَتح أعمال المنتدى المنسّقُ العامّ للـ«الشبكة» د. غسان عيسى الذي قدّم لمحةً عن تأسيس الشبكة عام 2014 كشبكةٍ قائمةٍ على التفاعل والتشبيك، وكتطور طبيعي “لورشة الموارد العربية” التي تأسست عام 1989 وعقدت أول ورشة عمل إقليمية للطفولة المبكرة عام 1992، ثم استضافت “البرنامجَ العربي لتنمية الطفولة المبكّرة» عام 2012 تحت مظلّة «البرنامج العربي لتحسين جودة التعليم» في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو). وأوضح د. عيسى الهدف من عقد منتدًى إقليمي أوّل يجمع الفاعلين في قضايا الطفولة المبكّرة ليشكّل حجرَ أساسٍ لتعاونٍ أكثرَ تماسكًا وذا رؤيةٍ استراتيجيّة كي ينعم الأطفال في البلدان العربية بحقوقهم وسعادتهم. 

وأكّد رئيس «المجلس العربي للطفولة والتنمية» الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، في كلمة مسجّلة، أنّ المنتدى الإقليمي يُعدّ فرصةً سانحةً لتحديد التوجهات الاستراتيجية لدعم وتعزيز تنمية ورعاية وحماية وتربية الطفولة المبكّرة وفتح قنوات النقاش التي تواجه مجالات الطفولة المبكّرة في العالم العربي. 

كما شدّد الأمين العامّ لـ«المجلس العربي للطفولة والتنمية» د. حسن البيلاوي، من جهته، على أنّ المنتدى الإقليمي يستهدف تجديد إرادة العمل المشترك تحقيقًا لأهداف التنمية المستدامة ولنموّ ورفاه وتنشئة الطفل العربي وإنفاذ حقوقه وتنمية معارفه ومهاراته وسلوكياته. 

وفي كلمة مسجّلة أيضًا، أشارت السفيرة د. هيفاء أبو غزالة، الأمينة العامّة المساعدة ورئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية في «جامعة الدول العربية»، إلى أنّ الأخيرة تعمل خلال المرحلة المقبلة على تنفيذ عدد من المبادرات ذات الصلة بالطفولة المبكّرة، منها تبنّي حملة مناصرة موجّهة لصنّاع القرار بهدف حثّهم على التخطيط بفعالية، وصياغة استراتيجية عربية موحّدة لتنمية الطفولة المبكّرة.

إلى ذلك، تطرّق د. رامي إسكندر، مدير إدارة التربية في «المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم» (الألكسو)، إلى دعم وحماية وتربية الطفولة المبكّرة في العالم العربي في ظلّ التحولات الرقمية، متحدّثًا عن الدور الذي تلعبه «الألكسو» في هذا الإطار من خلال تنسيق الجهود بين الدول الأعضاء وتبادل الخبرات والمعرفة وتوجيه البحوث والدراسات في مجالات تنمية وتربية الطفولة المبكرة ودراسة أفضل الممارسات العالمية وتحليل كيفية تطبيقها في السياق العربيّ.

كما أوضحت د. مها العدوي، مديرة إدارة تعزيز صحة السكّان في المكتب الإقليمي لشرق المتوسط في «منظمة الصحة العالمية»، أنّ المنظمة تعاونت على مدى السنوات الماضية مع «الشبكة العربية» و«اليونيسف» والشركاء الرئيسيين لتحسين تدخلات النماء في مرحلة الطفولة المبكّرة في الأوضاع الإنسانية، مع التركيز على سوريا وفلسطين والعراق والأردن. 

وبعد عرض استراتيجية وخطة عمل «الشبكة العربية» ومجالات تدخّلها، توزّع المشاركون على عدّة جلسات متخصّصة تناولت النماذج البحثية الاستراتيجية للشبكة مثل الطفولة المبكّرة في حالات الطوارئ والأزمات، وتأثير تغيّر المناخ على الأطفال الصغار، وحقوق القوى العاملة في مجال الطفولة المبكّرة. بالإضافة إلى ذلك، تمحورت النقاشات في الجلسات المتخصّصة حول حقوق الطفل، والتمكين الرقمي، والأمن السيبراني. كما تخلّل المنتدى معرضٌ للبرامج المتعلّقة بتنمية الطفولة المبكّرة ورعايتها من مختلف الدول العربيّة.

افتُتحت جلسات اليوم الثاني بمداخلة مسجّلة لميسون شهاب، مسؤولة برنامج التربية في منظّمة «الأونيسكو». ذكّرت شهاب بـ«إعلان طشقند»، الذي يؤكد دعمَ القوى العاملة في مجال الطفولة المبكّرة وزيادة الاستثمارات، وبـ«إعلان الشارقة» الذي يروّج لتنمية الأطفال وحُسن حالهم وفق نهجٍ شامل. كما شدّدت على أهمية الشراكات والتنسيق بين الجهات المعنيّة بصفتها عوامل رئيسية لخلق بيئة مثالية بهدف تحقيق أهداف تنمية الطفولة المبكّرة.

إلى ذلك، سلّطت أفرديتا سبايو، الاختصاصيّة في التّربية من منظّمة «اليونيسف»، الضوءَ على أهمية الطفولة المبكّرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيرةً إلى التحديات التي تواجه المنطقة مثل الصراعات والفقر الغذائي على الرغم من التقدّم الباهر أخيرًا، لا سيّما في مجال الرعاية الصحية. وشدّدت، في خطابٍ مسجّل، على الاحتياجات الخاصة للأطفال وضرورة تقديم الرعاية المبكّرة لهم، داعيةً إلى دعم الشراكات والجهود المشتركة بين الحكومات والمنظمات لتطوير مرحلة الطفولة المبكّرة.

وأكّد د. محمد مقدادي، الأمين العام لـ«المجلس الوطني لشؤون الأسرة»، من جهته، التزامَ الأردن تجاه تنمية الطفولة المبكّرة منذ سبعينيات القرن الماضي، وذلك من خلال تأسيس المجلس عام 2001، مرورًا بالاستراتيجية الوطنية لتنمية الطفولة المبكّرة عام 2002، وصولًا إلى السياسة الوطنية لتنمية الطفولة المبكّرة عام 2004.  كما شدّد مقدادي على قيمة الشراكة وأعاد تأكيد التزام المجلس تقديم المشورة للبلدان الأخرى في إنشاء شبكاتها الوطنية للطفولة المبكّرة.

كما تطرّق د. عزيز قيشوح، أمين عام «المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي»، إلى الدور البارز الذي لعبه المجلس في تشكيل النهج المغربيّ تجاه تنمية الطفولة المبكّرة، موضحًا أنه ساهم في سدّ الفجوات ضمن مجالات الصحة النفسية وأبحاث الطفولة المبكّرة، إضافةً إلى تطوير القوى العاملة والمراقبة والتقييم المستمرَّين.

اختُتم المنتدى بتقديم توصياتٍ للشبكة من قِبل القطاعات المشاركة (الوزارات والجهات الحكومية، الجهات غير الحكومية، القطاع الأكاديمي). وممّا في التوصيات: التشبيك والتنسيق ووضع مبادئ توجيهية مشتركة لإطار البحوث في مجال الطفولة المبكّرة وإنشاء منصة لمشاركة البحوث والبيانات في هذا المجال، إضافةً إلى تفعيل العمل الجمعيّ في التخطيط الاستراتيجي، ومسْح ورسم خريطة للبيئة والسياق التاريخي وتخطيط نظرية للتغيير، وغيرها من التوصيات التي تجدونها كاملةً في تقريرٍ مفصّل تصدره «الشبكة العربية» قريبًا.