نتواصل لأجل أطفال سعداء
We Communicate For Happy Children

د. غسان أبو ستّة: «طبيب الحروب» الذي يقرأ الحرب عبر جروح مصابيها 

 


“جنى طرابلسي ترسم، بعض التعليقات التي سجّلتها أثناء ندوةٍ للجرّاح الفلسطيني غسّان أبو ستّة، عقدها في بيروت في 8 كانون الأوّل 2023، عمّا رآه خلال عمله في غزّة بالعدوان الحالي.”

“ترجمة: سمير سكيني”

“حقوق نشر الرسوم التوضيحية محفوظة لمنصة ميغافون”

 

هو «طبيب الحروب». د. غسان أبو ستّة، طبيبٌ وأستاذٌ فلسطيني- بريطاني، جرّاح تجميل وترميم متعدّد الجوائز، ذو سمعةٍ عالميّةٍ مرموقةٍ كأبرز الخبراء في جراحة الجمجمة وتشوّهات الوجه وجراحة التجميل والإصابات المتعلّقة بالحوادث، ومتخصّص في جراحة القحف والجمجمة للأطفال وجراحة الحنك. واضع أوّل منهاج عربي لطبّ النزاعات، وصاحب كتب عدّة هي «سرديّة الجرح الفلسطيني- تحليلٌ للسياسة الحيوية الإسرائيلية» مع ميشال نوفل (دار رياض الريّس للكتب والنشر، 2020)، الذي تحدّث عن «سياسةٍ إسرائيليّةٍ ممنهجة تهدف إلى خلق مجتمع فلسطيني في غزة، نصفه غير قادرٍ جسديًّا على العيش بشكل طبيعي، ونصفه الآخر منشغلٌ بمساعدة النصف الأوّل، بما يحيل المجتمع كلّه إلى مجتمع غير قادرٍ على عيش حياةٍ عادية»، وكتاب «إعادة بناء المريض المصاب في الحرب»، كما يصدر له قريبًا كتاب بعنوان «علاج الطفل المصاب في الحرب».

 عام 2011، تولّى منصب أستاذ مشارك وأصبح رئيسًا لقسم الجراحة التجميلية والترميمية في المركز الطبّي في «الجامعة الأميركية في بيروت». وعام 2015 أصبح مديرًا مؤسّسًا لبرنامج طبّ النزاعات في «معهد الصحة العالمي» في الجامعة نفسها. أستاذٌ مشاركٌ في عددٍ من الجامعات البريطانية، منها جامعتا «إمبريال كوليدج» و«كينغز كوليدج»، وهو عضو في مجلس إدارة «جمعية إنارة»، وهي مؤسسة خيرية مكرّسة لتوفير الجراحة الترميمية للأطفال من مصابي الحرب في الشرق الأوسط. 

مع كلّ حربٍ تندلع في غزة، يترك أبو ستّة حياة الهدوء في لندن لينتقل إلى جحيم القطاع. لا شيءَ يجبره على ذلك سوى فلسطينيّته أوّلاً وارتباطه بالأرض وأهلها، وإنسانيّته الحيّة ثانيًا برغم محاولات الاحتلال قتل ما تبقّى لدى الشعب الفلسطينيّ من قلبٍ نابض. ولم تقتصر مساندته على غزة، إذ عمل جرّاح حربٍ في اليمن والعراق وسوريا وجنوب لبنان. 

ما خبِره أبو ستّة في الحرب الإسرائيلية الحالية على القطاع لم يشهده في الحروب السابقة عليه، هو الذي شاهد أكثر ممّا يمكن لأحدٍ أن يحتمل. في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 غادر أبو ستّة القطاع مضطرًّا ويداه ما زالتا معلّقتين بأطفالٍ يحيطهم الموت وبجرحى فاقوا الستّين ألفًا. لكنّه وإن غادر القطاع جسدًا، لـ«طبيب الحروب» لسانٌ وقلمٌ يخوض بهما معركةَ من زال عالقًا بين الحصار والموت.