نتواصل لأجل أطفال سعداء
We Communicate For Happy Children

تحديث الشبكة #18 - كيف تقوم الشبكات الإقليمية بتحفيز الأثر في تنمية الطفولة المبكرة

 

 

ملخص تنفيذي

في أكثر من مئة بلد في أربع مناطق في العالم، شهد العقد الماضي زيادة هائلة في القدرة الجماعية على العمل الشامل عبر القطاعات للنهوض بتنمية الطفولة المبكرة. ومن أجل تحقيق هذا الإنجاز، شكّلت أربع شبكات إقليمية لتنمية الطفولة المبكرة عاملا حاسما:

شبكة الطفولة المبكرة في أفريقيا (AfECN)

الشبكة العربية لتنمية الطفولة المبكرة (ANECD)

الشبكة الإقليمية للطفولة المبكرة في آسيا والمحيط الهادئ (ARNEC)

جمعية خطوة بخطوة العالمية (ISSA)

تقوم هذه الشبكات على الحقوق، ولديها مبادئ تشغيل أساسية مكرّسة للجودة والإنصاف والتنوع والشمولية والشراكات والمساءلة. وتتميز الشبكات الأربع بأداء عالٍ، ولها مبادرات مهّدت الطريق للنهوض بمجال تنمية الطفولة المبكرة. يلقي هذا التقرير نظرة منهجية على كيفية تطور هذه الشبكات وما الذي يجعلها بشكل فريد وجماعي في وضع يمكنّها من إحداث تأثير.

يعتمد هذا التقرير على مقابلات مع قادة سياسيين وكبار موظفي الخدمة المدنية ومنظمات غير حكومية دولية وأكاديميين ورؤساء شبكات وطنية، ويحدد المزايا الفريدة للشبكات الإقليمية في قطاع تنمية الطفولة المبكرة، ويدرس كيف يمكن الاستفادة منها لتحقيق أثر أكبر، بشكل خاص في أوقات الأزمات والتعافي.

وقد جاء هذا العمل في توقيت حساس للغاية. إذ إنّ التهجير وتغير المناخ وعدم الاستقرار السياسي والحروب والكوارث الأخرى تؤثر على المزيد والمزيد من الأطفال الصغار. فقد ذكرت الأمم المتحدة أن هناك حاجة ملحة لتعزيز العمل المحلي وتحسين المشاركة والتنسيق والمواءمة بشكل كبير عبر مستويات تنفيذ السياسات، من المحلية إلى الوطنية إلى الإقليمية والدولية، وذلك

من أجل تسريع التقدم نحو الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة.1 إلى ذلك، تشير توقعات الأثر المستمر لكوفيد-19 من قبل منظمة غوث الأطفال واليونيسف إلى أن 150 مليون طفل إضافي يعيشون في فقر متعدد الأبعاد نتيجة للوباء.2

سبع نتائج رئيسية حققتها شبكات تنمية الطفولة المبكرة الإقليمية

تعد تنمية الطفولة المبكرة أمرًا بالغ الأهمية لتنمية رأس المال البشري، لكنها، مثل معظم المسائل متعددة القطاعات، “مشكلة الجميع وليست مشكلة أحد”. الشبكات أدوات نافذة لتحقيق الغايات الطموحة ومعالجة المسائل المعقدة متعددة القطاعات. فمن خلال علاقاتها، يمكن للشبكات تجميع أشخاص متنوعين وتفعيلهم، وجمع معلومات حيوية ونقلها، وتطوير حلول مبتكرة وتوسيع نطاقها، والتأثير على سياسات وممارسات عبر القطاعات، ومنح الشرعية من خلال إشراك جهات فاعلة على جميع المستويات. تسمّى هذه القدرة على التنظيم لزيادة التأثير ميزة شبكية.

تتميز كل شبكة ضمن منطقتها بأنها راسخة ومرئية ومؤثرة للغاية في مجموعة متنوعة من المرامي، بما في ذلك الهيئات الحكومية الدولية الإقليمية. تعمل الروابط التي تيسرها عبر القطاعات بمثابة النسيج الرابط والبنية التحتية والصوت الجماعي للقطاع. وقد ساهمت القدرة التشبيكية هذه في تحقيق نتائج ليست مخرجات لمرة واحدة، بل أساس متين لتأثير أكبر في القطاع.

1. تعميم تنمية الطفولة المبكرة كقطاع عام حتمي

قام مناصرو تنمية الطفولة المبكرة في كل منطقة بتحويل وجهات النظر التاريخية من التركيز على رعاية الأطفال والقطاع الخاص إلى علم التنمية البشرية والحاجة إلى الدعم والاستثمار العامّيْن.

2. بناء الروابط المشتركة بين القطاعات اللازمة للنهوض بتنمية الطفولة المبكرة

تضم كل شبكة أعضاءً من قطاعات مختلفة مثل الصحة والتعليم والحماية، ويؤدّون وظائف مختلفة مثل صانعي السياسات ومنظمات المجتمع المدني والأوساط أكاديمية والممارسين. ومن خلال مشاركتهم مع شبكات إقليمية لتنمية الطفولة المبكرة، يتمكّن هؤلاء الأعضاء عبر القطاعات والوظائف من بناء ذاكرة قوية للتعاون الفعال المطلوب من أجل تخطيط وتنفيذ وتحسين سياسات وبرامج وطنية شاملة. كما يجري إنشاء معرفة أو ترجمتها باستمرار من قبل فرق متعددة التخصصات.

3. خلق مساحة للصلات الحكومية وبناء القدرات والإشراك

يلعب صانعو القرار على مختلف المستويات دورًا في تشكيل السياسات وتنفيذها وتحسينها. ومن خلال ربط الوزراء من قطاعات متعددة عبر البلدان، تخلق الشبكات الأربع المساحة اللازمة لتشارك أفضل الممارسات لأطر عمل وخطط وسياسات تنمية الطفولة المبكرة فعالة على المستوى الوطني.

4. توسيع نطاق الوصول والقدرات من خلال بناء شبكة وطنية

يعتمد تطوير واستدامة البرامج الوطنية لتنمية الطفولة المبكرة والنهوض بالقطاع على المستوى الوطني على وجود قدرات وبنية تحتية وطنية. ولتوسيع البنية التحتية الداعمة في البلدان الأعضاء، تركّز كل شبكة إقليمية على دعم شركاء وشبكات وطنية.

5. ربط الأرض بالإطار العالمي

إن تفسير البرامج والسياسات والتدخلات من خلال الأطر الإقليمية والوطنية والمحلية يحسّن تنفيذها وفعاليتها. تعمل كل شبكة مع الأعضاء لترجمة الأبحاث العالمية وصقلها إلى أساليب عملية تعمل على الأرض. وبالمثل، فإن المعرفة والممارسات الفضلى من أعضاء في البلدان وعبر المناطق تُبرز أفكارًا ونماذج جديدة لتوجيه جدول الأعمال والعمل على الصعيد العالمي.

6. خلق الجهوزية من أجل تغيير فعال في السياسات

من خلال تعبئة أصحاب المصلحة، وبناء قدرات المناداة/المناصرة، وربط التحالفات والائتلافات قصيرة المدى، ودعم التنفيذ الناجح الذي يليه مراقبة الجودة والتحسين، تقوم الشبكات الإقليمية بدعم الإرادة السياسية والعامّة اللازمة للتغيير المستدام.

7. إرساء الأساس للاستجابة الفعالة للأزمات والتعافي منها

إن أعضاء الشبكات قادرون على التعبئة حسب الحاجة، بوجود تشكيلات مختلفة من الأعضاء الذين يقومون بمهام مختلفة للاستجابة للمسائل والتحديات الجديدة أو الحواجز التي تعترض المسائل القائمة. في بيئة عالمية تعج بالنزاع والنزوح والكوارث الطبيعية والكوارث من صنع الإنسان، والآن جائحة كوفيد-19، تعد هذه القدرة على التكيف ضرورية لضمان استمرار تنمية الطفولة المبكرة مع حماية المكاسب التي تم تحقيقها بصعوبة في مختلف جوانب القطاع. ونظرًا لقدرتها على التكيف والروابط القوية مع بعضها ومع الأعضاء على المستويين الوطني والمحلي، فإن الشبكات الإقليمية الأربع لتنمية الطفولة المبكرة قادرة على الاستجابة للأزمات من خلال:

· توسيع نطاق الحلول بسرعة وبفعالية

· تسليط الضوء على الفئات الضعيفة من السكان

· إبقاء المسائل الأساسية لتنمية الطفولة المبكرة مدرجة على جدول الأعمال

· الكشف المبكر عن المخاطر الناشئة وإجراء أبحاث مشتركة لتحديد مدى أثرها

· توفير مسار ذي اتجاهين للموارد والمعلومات من المستوى الدولي إلى المستوى المحلي

· تنشيط “الذاكرة العضلية” بسرعة من أجل التعاون وتبادل الممارسات.

 

بالنظر إلى المستقبل، تقوم الشبكات الأربع بتطبيق نفس القدرات للتعاطي مع المسائل التي كانت أساسية في تنمية الطفولة المبكرة قبل الجائحة الحالية وأصبحت الآن أكثر حدة:

· من هو عرضة للخطر الآن ومن سيصبح كذلك في المستقبل؟

· ما هي التدخلات والحلول التي نجحت؟

· ماذا حدث للقوى العاملة في تنمية الطفولة المبكرة الهشة أصلا؟

· ما المطلوب لإعادة بناء نظام أفضل وأكثر تكاملاً؟

 

الفرص

من خلال زيادة اتصالاتها ببعضها ودعم التعاون عبر الشبكات، فإن أنواع مزايا الشبكة التي تجعل شبكات تنمية الطفولة المبكرة الأربع ناجحة في مناطقها لديها إمكانية خلق قدرة عالمية قوية. وقد جرى تحديد مجالات الفرص التالية لشبكات تنمية الطفولة المبكرة الإقليمية وشركائها والمستثمرين فيها من خلال هذا البحث:

تمتين البنية التحتية العابرة للشبكة للتعاطي مع المسائل الناشئة

إن خلق القدرة بشكل مقصود على التعاون عبر الشبكات بشأن المسائل الراهنة والناشئة من شأنه أن يؤدي إلى بنية تحتية أقوى منظمة للاستجابة لكل من المسائل والاتجاهات العالمية التي تظهر من قبل الأعضاء العاملين في المجتمعات وعبرها. ويجري إحراز تقدم أصلا من خلال التعاون عبر “مبادرة القوى العاملة في مرحلة الطفولة المبكرة”، فضلا عن المسائل الناشئة مثل تأثير تغير المناخ على الأطفال المعرضين للخطر.

 

تقوية التبادل بين الأقران لتشارك الممارسات الفضلى للعمليات والاستراتيجية

بينما تتطور الشبكات بمرور الوقت، تشمل المجالات الرئيسية للتعلم عبر الشبكات الاستدامة والإشراك والهيكلية. إلى ذلك، يظل تبادل الاستراتيجيات الناجحة للمناداة والاتصالات الاستراتيجية لبناء الإرادة السياسية والعامة أمرًا بالغ الأهمية لدعم تنمية الطفولة المبكرة.

توسيع النطاق والوصول

إن زيادة الدعم في كل شبكة للقيام عمدًا ببناء شبكة محلية وتعزيز القدرات على مستوى القواعد الشعبية تؤدّي إلى إنشاء بنية تحتية أعمق للقطاع وتعزز قدرة الشبكات الإقليمية على الاتصال بالممارسين والعائلات والمجتمعات المحلية على الأرض. كما أن تعزيز الروابط بين المناطق سوف يساعد في توجيه الدعم إلى المناطق الأكثر احتياجًا. وأخيراً، فإن دعم شبكة إقليمية إضافية لتنمية الطفولة المبكرة في أميركا اللاتينية من شأنه أن يعالج فجوة رئيسية في القدرات العالمية.

الاستثمار في الشبكات الإقليمية كبنية تحتية لقطاع تنمية الطفولة المبكرة

تشكّل الشبكات الإقليمية لتنمية الطفولة المبكرة الأربع مجتمعةً بنية تحتية رابطة لقطاع تنمية الطفولة المبكرة. إن الشبكات في مرحلة نضج حيث إنها تطور استراتيجيات ناجحة وتعمل على تحقيق توافق أكبر عبر المناطق من أجل زيادة تعزيز القطاع. ويؤدّي عملها في تطوير تنمية الطفولة المبكرة إلى نتائج للقطاع كالممارسات الفضلى والسياسات والأطر محسنة، بالإضافة إلى معرفة عميقة حول كيفية ربط القطاع لتحقيق أثر أكبر. إن الاستثمار في الشبكات بشكل جماعي كبنية تحتية لتحسين ربط القطاع من أجل التأثير من شأنه أن يبني على النجاحات السابقة ويزيد من قدرة الشبكة على إحداث التغيير.

إشراك الشبكات الإقليمية لتنمية الطفولة المبكرة كشركاء جديين في تطوير الاستراتيجيات

إن الشبكات قادرة على تحديد ورفع مستوى أصحاب المصلحة الذين يتمتعون بالمصداقية، فضلا عن التواصل مع الأصوات على الأرض التي تضفي أصالة وشرعية على العمل. يمكن للشبكات المساعدة في توسيع تصميم البرنامج حيث تقوم بربط البحث بالممارسة، ثم صقل البحث وتحسين الممارسات وتبادل الدروس المستفادة. هي أيضا تشكّل دليلا للسياقات المحلية والوطنية والجهات الفاعلة. يمكن للشبكات الإقليمية لتنمية الطفولة المبكرة أن تدعم الشراكة المدروسة على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية التي يحتاج إليها المموّلون لتحسين الاتصال داخل الأطر وعبرها من أجل القيام بتأثير مضاعف للأثر.

 

عن منظمة “الأثر الشبكي”3

تقوم منظمة “الأثر الشبكي” بتسريع ونشر استخدام الشبكات لدفع التغيير الإيجابي. وتوفّر المنظمة خدمات الاستشارات وبناء الأدوات والأبحاث لدعم شبكات التأثير الاجتماعي والمؤسسات ومجال بُناة الشبكات الناشئ. المنظمة رائدة في مجال استراتيجيات الشبكات وتقييمها، بعد أن قامت بتطوير وتنفيذ تقييمات عديدة لأنواع مختلفة من الشبكات، بما في ذلك الشبكات المعقدة ذات أصحاب المصلحة المتعددين. وفي عام 2014، قامت المنظمة بالشراكة مع “مركز ابتكار التقييم” بتأليف ورقة إطارية وكتيب تقييم شبكات بعنوان “وضع تقييم الشبكة”. وقد جرى تلخيص هذا البحث أيضًا في مقالة “تقييم الشبكة في الممارسة: المقاربات والتطبيقات” في “مجلة المؤسسة” في عام 2015.