نتواصل لأجل أطفال سعداء
We Communicate For Happy Children

«مركز تنمية الطفولة» في «جامعة هارفارد» يصدر ورقة عمل جديدة حول الشعور بالقيمة في مرحلة الطفولة المبكّرة

 

3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025

أصدر «مركز تنمية الطفولة» في «جامعة هارفارد» ورقة عمل بعنوان «الشعور بالقيمة في مرحلة الطفولة المبكّرة: بناء أساس قوي للحياة». تُبرز الورقة الدورَ الحاسم الذي يلعبه الشعور بالقيمة، أي الإحساس بالتقدير وإدراك أنّ مساهمات الفرد تحمل معنى، في صحّة الأطفال وتطوّرهم مدى الحياة. تُقدّم الدراسة مفهوم الشعور بالقيمة في أبحاث الطفولة المبكّرة، وهو مجال ظلّ غائبًا إلى حدّ كبير على الرغم من تزايد أهميته في علم الاجتماع وعلم النفس وعلوم الأعصاب.

بحسب الورقة، يبدأ شعور الطفل بالقيمة في التكوّن منذ مرحلة الرضاعة، إذ تشكّل التجارب المبكّرة بنيةَ الدماغ النامي. عندما يشعر الأطفال بالتقدير وبقدرتهم على إضافة قيمة، يكتسبون أمانًا عاطفيًّا يعزّز الصحة النفسية ويدعم التعلّم ويبني القدرة على مواجهة مستويات التوتر والقلق والوحدة المتزايدة التي تؤثر على الأطفال ومقدّمي/ات الرعاية في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وتؤكّد الدراسة أنّ الشعور بالقيمة له دور وقائي قابلٌ للتطبيق، فهو يعمل بصفته حاجزًا ضدّ التوتّر السامّ، ويعزّز الاحترام الإيجابي للذّات، والثقة بالنفس، والسلوك الاجتماعي الإيجابي.

تحذّر مؤلّفتا الدراسة من أنّ غياب الشعور بالقيمة قد يؤدّي إلى آثار سلبية طويلة الأمد، بما في ذلك زيادة الالتهابات وارتفاع مخاطر الإصابة بالأمراض وزيادة الضيق النفسي. وعلى النقيض من ذلك، إنّ وجود أسسٍ قوية للشعور بالقيمة في مراحل الطفولة المبكّرة يتنبّأ بصحةٍ وحسنِ حالٍ أفضل في مرحلة البلوغ. وتحدّد الورقة طرقًا عمليّة يمكن من خلالها للعائلات والمربّين/ات والمجتمعات تعزيزَ الشعور بالقيمة، وذلك من خلال الاستماع بانتباه، وتكليف الأطفال بمسؤوليات ذات معنى، والاعتراف بجهودهم، ووضع سياسات شاملة تُظهر أنّ لكلّ وأفعاله أهمية.

بدعمٍ من مؤسسات خيرية كبرى عديدة، تدعو هذه الورقة صانعي/ات السياسات والممارسين/ات إلى بناء «نظام بيئي أوسع للشعور بالقيمة» يبدأ منذ الطفولة المبكّرة ويمتدّ عبر المنازل والمدارس والمجتمعات. ويؤكّد المركز أنه من خلال المبادرة المبكّرة، يمكن للمجتمعات تكوين أجيال أكثر صحّة ومرونة، مجهّزة لتقديم مساهمات ذات معنى للعالم حولها.