نتواصل لأجل أطفال سعداء
We Communicate For Happy Children

من أجل أطفال فلسطين والعالم: المؤتمر الدولي حول حقوق الطفل في أوقات الحرب والأزمات

 

1 أيار/ مايو 2025

عقد «المعهد الفلسطيني للطفولة» في «جامعة النجاح الوطنيّة»– و«الشبكة العربيّة للطفولة المبكّرة» و«الشبكة الفلسطينية لتنمية الطفولة المبكّرة» و«الشبكة الدولية للطّفولة والسلام» (INPB) -«الائتلاف الدولي للطفولة المبكّرة» (ECPC) مؤتمرًا بعنوان «المؤتمر الدولي حول واقع حقوق الطفل في أوقات الحرب والأزمات من أجل أطفال فلسطين والعالم: إحياء اتّفاقيّة حقوق الطفل في أوقات الأزمات ضرورة عالميّة لتحقيق العدالة الدوليّة».

المؤتمر الذي عُقد على مدى يومَي 29 و30 نيسان/ أبريل في «جامعة النجاح الوطنيّة» بنابلس- الضفّة الغربيّة المحتلّة، شاركت فيه نخبة من المتخصّصين/ات بقضايا الطفولة المبكّرة والباحثين/ات والأساتذة/ات الجامعيّين/ات والحقوقيّين/ات وممثّلي/ات وزارات وممثّلي/ات المجتمع المدني المحلّي والإقليمي والعالمي المعني بقضايا الطفولة المبكّرة.

انطلق المؤتمر من تزايد حجم الأزمات المتعددة خلال السنوات الأخيرة والتي تؤثّر على الأطفال حول العالم، خاصّةً فلسطين. واستند في هذه المقاربة إلى حماية حقوق الطفل في الحرب والأزمات والتي تُعَدّ الحجر الأساس في القانون الدولي. انطلاقًا من هنا، هدف المؤتمر إلى توحيد الأصوات العالميّة للدفاع عن حقوق الأطفال وتحقيق العدالة وخلق أطر عمليّة وأدوات لتنمية الطفولة المبكّرة في ظلّ الحروب وآثار الاحتلال ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات، مركّزًا على الحاجة إلى بناء نهج عاجل للعمل العالمي لحماية حقوق الأطفال من خلال الدعوة إلى المسؤولية من دون معايير مزدوجة أو أجندات سياسية. كما بنى على سلسلة من البرامج والمبادرات والمؤتمرات التي تعالج الأزمة العالمية المتزايدة التي تؤثّر على مئات الملايين من الأطفال الذين يعيشون في المناطق التي تتعرّض إلى حروب وإبادة جماعيّة.

نجح المؤتمر في جمْع أصواتٍ من دول ومؤسّسات وخلفيّات مختلفة، فشكّل مساحةً لتبادل التجارب والخبرات والمقاربات المختلفة وعلى رأسها:

  • تجربة إيرلندا الشماليّة انطلاقًا من مركزيّة برامج الطفولة في عمليّة التعافي
  • جمعيّات فلسطينيّة عرضت جهودَها المحليّة لحماية حقوق الطفل، خصوصًا في ظلّ الإبادة المستمرّة بقطاع غزّة.

وقدّم المشاركون/ات في المؤتمر مقاربة تأريخيّة وقانونيّة وحقوقيّة وإنسانيّة استندت إلى أوضاع الأطفال الصغار في فلسطين من دون إهمالٍ لسائر الأطفال حول العالم في أوقات الحروب والأزمات. وغطّت النقاشات التي تناولها الحضور عددًا كبيرًا من القضايا منها:

  • أثر النزاعات المسلّحة والاحتلال والعنف على حقوق الطفل وعلى التطوّر والنماء في مرحلة الطفولة المبكّرة.
  • أثر العنف والنزاعات المسلّحة على الطفولة بالمنظور العالمي والإقليمي.
  • الأثر النفسي والاجتماعي للنزاعات المسلّحة على الأطفال.
  • مفهوم نزع الطفولة/ سلْب الطفولة وأثره على الأطفال في الحروب والأزمات.
  • الأطر القانونيّة ونُظم المساءلة لمنع انتهاك حقوق الأطفال.
  • التحديات أمام دور الأمم المتّحدة في حماية حقوق الطفل، ثمّ أثر منع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل الفلسطينيين على حقوق الأطفال.

لا سلام من دون عدالة ولا مستقبل من دون سلام
وقدّم المنسّق العامّ لـ«الشبكة العربيّة للطفولة المبكّرة» د. غسان عيسى لمحةً عن الأوضاع المأساويّة للأطفال الصغار في البلدان العربيّة وعلى رأسها قطاع غزّة والضفّة الغربيّة والسودان ولبنان واليمن وسوريا. وأوضح أنّ اختيار فلسطين بوّابةً لانطلاقة المؤتمر جاء لأنّ جميع الحقوق تُنتهَك هناك دفعة واحدة.

كما دعا، في كلمةٍ افتتاحيّة، إلى المطالبة بمحاسبة عالميّة بهدف إحياء اتّفاقيّة حقوق الطفل في أوقات الأزمات والمحاسبة على انتهاكها كضرورة ملزِمة لتحقيق العدالة العالميّة، مشدّدًا على أنّ «هذا هو الأساس الذي يجب أن نُعيد من خلاله بناء العدالة».

وعدّد عيسى العوائق المضطردة ضمن حقل تنمية الطفولة المبكّرة ومنها زعزعة النظام الدولي الحقوقي الذي يحمي الأفراد والأطفال، والارتفاع غير المسبوق لمستوى التضييق بحقّ مؤسسات دوليّة معنيّة بالطفولة وعلى رأسها وكالة «الأونروا» في فلسطين المحتلّة، بالإضافة إلى الفجوة الدائمة في التمويل المخصّص لدعم الأطفال الصغار والعائلات مع تناقص التمويل، خاصّةً في الحروب.

وفي عرض حول أثر العنف والنزاعات المسلّحة على الطفولة بالمنظور العالمي والإقليمي، قدّم عيسى تحليلًا لكيفيّة تأثير تلك النزاعات على الأطفال وتنمية الطفولة المبكّرة بالاستناد إلى البيانات المتوفّرة. وفي الإطار، أوضح عيسى أنّه على الرغم من تباين السياقات بين البلدان العربية، إلا أنّ التأثير الأساس على الطفولة المبكّرة متشابه على المستويات المختلفة ومنها الصحية والتطوّر المعرفي وحُسن الحال العاطفي والتطوّر الاجتماعي والحماية والأمان.

وتحدّث عيسى عن أبرز العواقب الكارثيّة للحروب، مثل وفيّات الأطفال والنزوح وانهيار أنظمة الصحة والتعليم والتأثيرات النفسية طويلة الأمد، داعيًا إلى تحرّك عاجل من خلال تحسين جمع البيانات وتعزيز الحماية الحقوقيّة وغيرها من التدخّلات.

وحول المناصرة والشراكة لحماية الأطفال من نزْع الطفولة والإبادة، اعتبر عيسى أنّ المؤتمر شكّل أساسًا جيّدًا يُبنى عليه من أجل تقديم خطّة مناصرة تحمل ثلاثة أبعاد: عالمية وإقليمية ومحلية. كما أكّد الحاجة إلى جيلٍ آخر من أبحاث ما بعد الإبادة.

إلى ذلك، تناول المؤتمر مفهوم نزْع/ سلْب الطفولة بصفته أداة احتلال يستخدمه الاحتلال لتجريد الطفل الفلسطيني من حقوقه الأساسية عبر التعامل معه كأنه ليس طفلًا، بل خارج إطار الإنسانية، في انعكاسٍ مباشر لنزعة عنصرية تسلبه الأمان والهوية والحياة. وأكّدت المداخَلات حقَّ أطفال فلسطين في أن يعيشوا هويّتهم كاملة، داعيةً إلى تعزيز الفكر التحرّري القائم على قدرة الشعوب على التعافي وتحويل هذا الفكر إلى أدوات عمليّة، مع التركيز على مقوّمات الطفولة وإنسانية الطفل الفلسطيني بصفتها مدخلًا أساسيًّا لأيّ عمل حقوقي. وفي الإطار، استعرض المؤتمر، عبر متخصّصين/ات في القانون، الأطرَ القانونيّة ونُظم المساءلة لمنع انتهاك حقوق الأطفال. كما عرضت مؤسسات وجمعيّات محلية فلسطينية معنيّة بحماية حقوق الطفل مبادراتها والصعوبات التي تواجهها، سواءً في قطاع غزّة أو الضفة الغربية المحتلّة.

وخرج المؤتمر بتوصيات أبرزها:

  • تشكيل لجنة متعددة الجوانب لمتابعة تنظيم حملة مناصرة عالمية حول حقوق الطفل خلال الأزمات.
  • عقد مؤتمرات وورش عمل تتناول مواضيع المؤتمر بشكل تفصيلي ومعمّق.
  • تشكيل هيئات محلّيّة تعمل على تطوير برامج وتدخلات تُعنى بالأطفال، والاستفادة من نتائج الدراسات وتأسيس برامج تدخلات نفسية واجتماعية وتربوية.


ملحوظة: تنشر «الشبكة العربيّة للطفولة المبكّرة» قريبًا كتيّبًا توثيقيًّا لأعمال المؤتمر، تُعدّه «جامعة النجاح الوطنية»، ويضمّ أبرز المداخلات والتوصيات.

الورقة المفاهيمية.