نتواصل لأجل أطفال سعداء
We Communicate For Happy Children

«هيومن رايتس ووتش»: الضربة الإسرائيلية على سيارة مدنيّة في لبنان قد تكون جريمة حرب

 

 بعد القصف الإسرائيلي الذي طال سيارةً مدنيّةً في جنوب لبنان وأدّى إلى استشهاد ثلاث فتيات وجدّتهنّ وإصابة الأمّ، طالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» بالتحقيق في الضربة الإسرائيلية التي وصفتها بغير القانونية واعتبرتها جريمة حرب محتملة.

وانتقدت المنظمة بشدة عدم تمييز إسرائيل بين المقاتلين والمدنيين، مؤكدةً أن استهداف سيارة مدنيين، حتى في حال وجود مقاتلين على مقربةٍ منها، يشكّل ضربةً غير قانونية.

 ووقع الاعتداء في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي بين بلدتَي عيناثا وعيترون حيث كانت سيّارتان مدنيّتان تسافران على طريق «يستخدمه عادةً سكان البلدة لأغراض يومية مثل شراء البقالة، ولا توجد أهداف عسكرية هناك»، وفق ما أكّده الصحافي المستقلّ سمير أيوب، خال الفتيات الذي كان يستقلّ سيارةً أخرى أمام السيارة التي أصيبت.

 

وأدّى الاستهداف الإسرائيلي المباشر إلى استشهاد كلٍّ من ليان (10 أعوام) وتالين (12عامًا) وريماس (14 عامًا) من آل شور، وجدّتهنّ سميرة أيوب، وإصابة والدة الفتيات هدى حجازي التي كانت تقود السيارة. وأفاد رئيس مستشفى في مدينة بنت جبيل القريبة بأن جثث الفتيات كانت محترقة تمامًا.

 

السيارة التي قُتلت فيها الفتيات الثلاث وجدتهن في خلال غارة جوية إسرائيلية في أطراف بلدة عيناتا الجنوبية، لبنان، في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2023. ©  زهرة بن سمرة/رويترز 2023

 

 

 

وبينما أقرّ الجيش الإسرائيلي بتنفيذ الغارة، مشيرًا في تصريح سابق إلى صحيفة «ذا تايمز أوف إسرائيل» الإسرائيلية إلى أنه «أصاب مركبةً في الأراضي اللبنانية بعد تحديدها كمركبة مشبوهة تُقلّ عدة إرهابيين… وأنه يحقّق في الادعاء بوجود عدة مدنيين أبرياء في السيارة» حسب تعبيره، نتج عن تحقيق «هيومن رايتس ووتش» غياب أيّ دليل على وجود هدف عسكري في المنطقة، موضحةً أنّ الجيش الإسرائيلي لم يقدّم أيّ دليل لدعم ادّعائه لتبرير ادّعائه.

 

 

يأتي ذلك في وقتٍ يتكرّر استهدافُ الإسرائيليين للمدنيين اللبنانيين وكان آخره استهداف منزل في عيناثا الجنوبية ما أدّى إلى استشهاد شخصين وإصابة آخرين، وكذلك استهداف الطواقم الصحافية فاستشهد على إثر ذلك المصوّر الصحافي عصام عبد الله، الذي يعمل لصالح وكالة «رويترز» وإصابة صحافيين آخرين بجروح بعضها خطرة.  

 وعلى ضوء الأعداد المهولة في الضحايا التي تخطّت 11 ألف شهيد في قطاع غزة، من بينهم أكثر من 4500 طفل، وجرح الآلاف، والتهجير القسري لأكثر من مليون و700 ألف فلسطيني، دعت المنظمةُ الدولية حلفاءَ إسرائيل الرئيسيين، الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وألمانيا، إلى تعليق المساعدة العسكرية ومبيعات الأسلحة لإسرائيل.

وتجدر الإشارة إلى أنّ مبيعات الأسلحة إلى الاحتلال الإسرائيلي تضاعفت بشكل كبير منذ بدء الحرب الحالية، ما دفع أشخاصًا ومنظماتٍ حقوقيةً عدّة إلى التنديد بذلك ورفع الصوت عاليًا عبر التظاهر أمام شركات صناعة الأسلحة في دولٍ عدّة.