نتواصل لأجل أطفال سعداء
We Communicate For Happy Children

رسالة د. غسان عيسى، المنسّق العام لـ«الشبكة العربية» لمناسبة «اليوم العالمي للأطفال»

 

20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025

الصمتُ يعلو اليوم:
احتفالٌ لبعض الأطفال هو اختبارُ بقاءٍ لغيرهم
.

في اليوم العالمي للطفل، تمتلئ الصفحات بوجوهٍ مبتسمة، ووعودٍ مؤسسية بمستقبلٍ أفضل، واحتفالاتٍ بالبراءة.

إنه مفهومٌ جذّاب، بالفعل.
علينا أن نحتفي بقدرات كلّ طفل، لكنّ الاحتفاء بمفهومٍ يُطبَّق بهذه الانتقائية بات يزداد صعوبة يومًا بعد يوم.

كيف نتحدّث عن «حقوقٍ عالمية» حين تنتهي عالميّتها عند حدودٍ معيّنة؟

بينما يحتفل العالم بالطفولة اليوم، تُنتزع الطفولة بشكلٍ منهجي من ملايين الأطفال الآخرين.

بالنسبة لطفلٍ في غزّة/فلسطين، اليوم ليس مناسبةً للاحتفاء؛ بل للبقاء على قيد الحياة ساعةً إضافية.
وبالنسبة لطفلٍ في السودان، هو صراعٌ حول النجاة والنزوح والجوع.
ولطفلٍ في اليمن أو سوريا أو لبنان، ليس صوتُ السماء مصدرَ دهشة، بل مصدرَ صدمة.

لا يمكن أن ندافع عن حقوق الأطفال على مستوى «العالَم» كفكرةٍ عامة، في الوقت الذي نتغاضى فيه عن سحق حقوقهم في الدول المنكوبة.

إن حقّ الطفل في التنفّس، والتعلّم، واللعب، لا يجب أن يعتمد على جغرافيّته أو على الجيوسياسة.

اليوم، دعونا لا نكتفي بنشر «يومٌ عالمي سعيد للأطفال».
ولنسأل أنفسنا لماذا أصبح هذا الفرح ترفًَا لكثيرين، وماذا نفعل لنطالب بأن يحظى كلّ طفل، بغضّ النظر عن علمه، بأن يكون… ببساطة: طفلاً.

 

غسان عيسى

المنسّق العام لـ«الشبكة العربية للطفولة المبكرة»