إعداد: قسم «الإعلام والتواصل» في «الشبكة العربية للطفولة المبكّرة»
12 أيلول/ سبتمبر 2025
عقدت «الشبكة العربية للطفولة المبكّرة» وMoving Minds Alliance (MMA) بالتعاون مع «المجلس الوطني لشؤون الأسرة» في الأردن، المنتدى الإقليمي الأوّل حول بحوث الطفولة المبكّرة في الأزمات تحت عنوان «من الأدلّة العلميّة إلى البرامج والسياسات في المنطقة العربية: الأبحاث والحقوق والعمل الإقليمي من أجل الأطفال الصغار في الأزمات».
على مدار يومَي 16 و17 آب/أغسطس 2025، اجتمع في العاصمة الأردنيّة عمّان أكثر من 40 باحثًا/ة وخبيرًا/ة ومتخصّصًا/ة في قضايا الطفولة المبكّرة وصانع/ة سياسات وممثّلًا/ة عن مؤسسات حكومية ومنظمات إنسانية تنموية من 12 دولة عربية وعالمية هي: لبنان وفلسطين والأردن ومصر وتونس والمغرب وسلطنة عمان والسعودية والولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتّحدة وهولندا وبنغلادش. وقد عكس تنوّع الحضور تلاقي الأزمات والتحدّيات في ما يتعلّق بالعمل البحثي في قطاع الطفولة المبكّرة من جهة، والمحاولات الحثيثة، إقليميًّا ودوليًّا، للتشبيك والانتقال بالعمل البحثي والأدلّة والبيانات إلى البرامج والسياسات من جهة ثانية.
(المنسّق العامّ لـ«الشبكة العربية للطفولة المبكّرة» د. غسان عيسى)
الطفولة المبكّرة: البحث العلمي ركيزة للسياسات
انطلق المنتدى من قاعدة أساسيّة مفادها أنّ تنمية الطفولة المبكّرة ليست ترفًا، بل ضرورة وحقّ أساسي من حقوق الطفل. وفي وقت يُعدّ فيه الأطفال الأكثر عرضةً للمخاطر خلال الأزمات، ما زالت هذه المرحلة غالبًا ما تُهمّش وتفتقر إلى التمويل.
سعى المنتدى إلى تعديل هذه السرديّة، ممهّدًا الطريق لإحداث تحوّل نوعي يستند إلى الأدلّة العلميّة، مع التركيز على التحدّي الأكبر المتمثّل في إرساء مسارات أبحاث الطفولة المبكّرة في الأزمات واستخدامها في جهود المناصرة من أجل إحداث تغيير فعّال في السياسات، خصوصًا خلال السياقات المتقلّبة وسريعة التطوّر.
لخّص المنسّق العامّ لـ«الشبكة العربية»، د. غسان عيسى، أهمية موضوع المنتدى بأنه «لا يمكن الاعتماد على تقديم خدمات فقط في قطاع تنمية الطفولة المبكّرة من دون أبحاث حتى خلال الأزمات، ذلك أنّ برامج الطفولة المبكّرة لن تكون حينها متينة». وفي كلمة افتتاحية، أوضح عيسى أنّ هذا الحدث هو الأول من نوعه عربيًّا، ويأتي استكمالًا لجهود «الشبكة العربية» والشبكات الوطنية في تأسيس «مجموعة العمل العربية لبحوث الطفولة المبكّرة» وربط الباحثين/ات في مجال الطفولة المبكّرة والعمل على إنتاج المعرفة وتبادلها.
في الإطار، تحدّث الأمين العام لـ«المجلس الوطني لشؤون الأسرة» د. محمد المقدادي عن «أهمية هذا اللّقاء التي تنبع من تركيزه على البحث العلمي المبني على الأدلّة كأداة أساسية لتطوير السياسات والبرامج والاستراتيجيات»، مشدّدًا على أنّ «الأبحاث العلميّة هي الحجر الأساس لأي سياسة ناجحة في مجال الطفولة المبكّرة». كما ربط بين أهمية هذا الحدث الذي يهدف إلى حماية الطفولة، والأحداث المأساوية الجارية في البلدان العربية وعلى رأسها قطاع غزّة، موضحًا أنّ «هذه الأحداث تذكّرنا بأنّ حماية الطفولة ليست ترفًا، بل ضرورة إنسانية عاجلة».
(الأمين العام لـ«المجلس الوطني لشؤون الأسرة» د. محمد المقدادي)
محاور المنتدى: حماية الطفولة عبر المعرفة والبحث
اجتمع المشاركون/ات من خلفيّات وبلدان مختلفة على هدفٍ واحد: تعزيز التعاون بهدف سدّ الفجوة بين الأبحاث والسياسات العمليّة، وتطوير سياسات وممارسات مبنيّة على الأدلّة العلميّة التي توفّر لكلّ طفل الانطلاقة الأفضل في الحياة، مع الالتفات إلى أنّ هذه الجهود دونها عقبات عدّة أبرزها:
خدمةً للهدف العامّ، شكّل المنتدى منصّةً حيّة لمشاركة التجارب والخبرات ونتائج الأبحاث. وقد ارتكز النقاش على موضوعين أساسيّين هما: حقوق الطفل- والتي تشكّل قاعدة العمل لكلّ عمل تنمية الطفولة المبكّرة- ومناصرة تنمية الطفولة المبكّرة وتأثير السياسات والتغيير.
وتناول المشاركون/ات المحاور الآتية:
ونماذج البحث الاستراتيجية المعروضة خلال المنتدى هي الآتية:
(دقيقة صمت عن روح الشهداء وأغلبهم أطفال في قطاع غزة)
(من الحلقة النقاشية خلال المنتدى حول المبادرات الإقليمية والعالمية في مجال الأبحاث وإنتاج المعرفة المتعلّقة بقطاع الطفولة المبكّرة)
من الأدلة العلمية إلى السياسات والبرامج: جلسة تفاعليّة
انطلاقًا ممّا قدّمته جلسات المؤتمر من أبحاث ودراسات ونقاشات، عقد المشاركون/ات في ختام المنتدى جلسة عمل تفاعليّة تحت عنوان «من الأدلّة العلميّة إلى السياسات والبرامج». هدفت مجموعات العمل إلى دراسة الواقع الميداني وتحديد الفجوات البحثيّة، بالإضافة إلى استشراف سبل تطوير القدرات الوطنية والإقليمية في قطاع الطفولة المبكّرة.
ناقش المشاركون/ات أبرز التحديات التي تعيق جمع البيانات الدقيقة والموثوقة، وحدّدوا أولويات البحوث الملحّة في هذا المجال، إضافةً إلى استعراض أسباب ضعف توظيف نتائج الأبحاث في السياسات والبرامج. وأتت النقاشات لتسلّط الضوء على أهمية ربط البحث العلمي بالواقع الميداني وتكييفه مع الخصوصيات الوطنية والإقليمية. وخلصت الحوارات إلى جملة من التوصيات الرامية إلى تطوير القدرات البحثية وتعزيز التنسيق بين مختلف الأطراف وذلك بهدف النهوض بقطاع الطفولة المبكّرة في البلدان العربية.
نجح المنتدى في تشكيل مساحة غنيّة لناحية:
تسجيلات وموادّ المنتدى كافّة تتوفّر قريبًا على موقع «الشبكة العربية».