نتواصل لأجل أطفال سعداء
We Communicate For Happy Children

الوحدة الاولى - التكيف و الكفاءة في الطفولة المبكرة

الجزء الاول - البشر كائنات اجتماعية

التكيف و الكفاءة في الطفولة المبكرة

مقدمة :

التكيف و الكفاءة في الطفولة المبكرة

على عكس غيرهم من الأجناس، تبدأ الكائنات البشرية حياتها وهي تعتمد اعتماداً كلياً على الآخرين.

تعالوا نفكر في الأمر: العجل الرضيع يقف فوراً بعد الولادة على ساقين مهتزتين ويسعى إلى حلمة أمه. وقد تتمتع كائنات أخرى بالقدرة على الكثير من التواصل مع أهلها بعد الولادة، وقد لا تتمتع بذلك بتاتاً.وكما أشار ستيوارت شانكر في وحدة "نمو الدماغ" (نمو الدماغ، ص 10) فإن الرضيع البشري هو أساساً "جنين خارج الرحم". فنحن غير مجهزين بنوع غرائز البقاء والقدرات التي تميز معظم الأجناس الأخرى. ولكننا تعلمنا أيضاً في وحدة نمو الدماغ أن أدمغتنا تتطور أضعافاً مضاعفة بعد الولادة، لا سيما خلال الأشهر والسنوات القليلة الأولى من الحياة. لأننا خلال هذا الوقت، نقوم ببناء قدراتنا على مواجهة التحديات ونضع الأساس لقدراتنا على المعرفة والتحرك والتعامل مع الآخرين.


التكيف يعني التأقلم مع تحديات مثل مقابلة أشخاص جدد والتعامل مع الإحباطات وإدارة المخاوف والتوتر، فضلا عن التعامل مع مواقف جديدة.


الكفاءة هي مجموعة من المهارات والمعارف والقدرات ذات الصلة، وإنّ تعلم كيفية التكيف مع تحديات الحياة يبني كفاءات اجتماعية وعاطفية وجسدية ومعرفية.

تطوير الكفاءة الاجتماعية

الأطفال الصغار هم كائنات اجتماعية منذ البداية، وهم مستعدون في الأساس، للتفاعل مع الآخرين عند الالتقاء بهم. وهم يتعلمون دائماً من هذه اللقاءات.

حتى المواليد الجدد يتوجهون نحو الوجوه والعيون والأصوات البشرية، وهم يتفاعلون مع الناس، ويعطون إشارات عن حاجاتهم، ويستدعون استجابات راعية.

في حين قد لا يتمتع المواليد بمهارات البقاء التي تتمتع بها الأجناس الأخرى، فإن الأطفال الصغار يتمتعون بتشكيلة واسعة من القدرات، كالانتباه الشديد للآخرين والتفاعل معهم. ومع أن الحواس الخمس لا تكون متطورة بشكل كامل، إلا أنها موجودة عند المولود الجديد، فهو يستطيع أن يسمع ويرى ويلمس ويشم ويتذوق. المولود الجديد يبكي عندما يكون غير مرتاح، وهو يشير بذلك بشكل واضح إلى حاجاته. وسريعاً ما تبدأ العينان بترصد حركات الآخرين، ويتعلم التعرف إلى الأصوات والوجوه والروائح، وتصبح مناطق مختلفة من الدماغ متخصصة في التعرف على العالم الاجتماعي والانخراط به.

مولودون لكي يتواصلو:

يولد الأطفال ولديهم حاجة بيولوجية واستعداد للتواصل مع الآخرين. فالرضيع جاهز ليكون معيناً بالوجوه من حوله، ويمكنه أن يبادر إلى تبادل شكل من أشكال التواصل مع الآخرين.

إنها الرقصة الفعالة والقوية بين الرضيع ومقدم الرعاية التي تدفع بالطفل نحو العلاقات وتحفز تطور الدماغ.


  • كيف تظهر الصور أنهم مستعدون للناس؟؟
  • ينظر الطفلان إلى أعين أهلهما، فما هو شعورهما في رأيكم/ وما الذي قد يتعلمان؟
  • ماذا عن الأهل؟ أي شعور يدفعهم إلى هذا التفاعل وما الذي قد يتعلمونه عن الطفل؟

كما تمت مناقشته في وحدة تطور الدماغ، في وقت مبكر من الحياة، تصبح مناطق مختلفة من الدماغ متخصصة في التعرف على العالم الاجتماعي والمشاركة فيه. يدخل الأطفال حديثو الولادة إلى عالم اجتماعي معقد لكنهم جاهزون؛ يتعلمون بسرعة كيفية التعامل مع الناس واستخدامهم للتعرف على عالمهم. بعد حوالي عام ونصف، أصبح الأطفال أكثر استقلالية. يمكنهم التحرك بمفردهم ويبدأون في استخدام اللغة. كما يعلم الآباء ومقدمو الرعاية، فإن الأطفال في هذا العمر غالبًا ما يحددون أهدافهم الخاصة ويكونون حازمين جدًا في الرغبة في الاستمرار في تحقيق تلك الأهداف. غالبًا ما يؤكدون استقلالهم بكلمات "لا" أو "أفعل" أو "لي". ويعلنون استقلالهم.


شاهد
في المقطع التالي، تشرح الدكتورة جوان دورانت، الأستاذة المشاركة في العلوم الاجتماعية الأسرية في جامعة مانيتوبا، كيف أن استقلالية الطفل الصغير هي إنجاز تنموي - لا يقل أهمية عن المشي أو التحدث

قوة اللعب 

ما هي صلة اللعب بالتكيف والكفاءة؟ أليس من المنطقي التركيز على تعليم الأطفال المهارات منذ الصغر؟ في الواقع، الأطفال الصغار لا يتعلمون بشكل أفضل من خلال اللعب فحسب، بل أيضا هم يجدون طرقًا للتعامل مع المخاوف والغضب والمشاعر القوية الأخرى. بين سن السنة والسادسة، يشكّل اللعب الطريقة الرئيسية التي يتفاعل بها الأطفال مع العالم. اللعب هو ببساطة ما يفعله الأطفال، كيف يتعلمون عن العالم من حولهم، كيف يحلون المشكلات ويطورون مهاراتهم ويخلقون عوالم خيالية ويكوّنون صداقات ويكتشفون جميع أنواع الأشياء الجديدة والمثيرة للاهتمام. إن اللعب ممتع ومُرضي وضروري للأطفال. إذا لم يكن لدى الأطفال ما يكفي من الوقت والمساحة والفرصة للعب، فلن يتمكنوا من النمو على النحو الأمثل.


اقرأ
في القراءة التالية من مركز المعرفة للتعلم في مرحلة الطفولة المبكرة التابع لمركز التميز لتنمية الطفولة المبكرة، تقدم جين هيوز نظرة شاملة عن "قوة اللعب".

مسابقة تفاعلية تسترجع ما تم ايراده أعلاه




شاهد
الفيديو التالي من برنامج اسمه "لعب أنجي" في الصين. فيما تشاهدون، فكروا كيف يُطور الأطفال التكيف والكفاءة خلال هذه اللعبة.


  • ما هو ردكم الفوري على هذا الفيديو؟
  • تصف هيوز (دعوا الأطفال يلعبون) أنواعًا مختلفة من اللعب. أية منها لاحظتم في الفيديو؟
  • ماذا رأيتم من حيث التعاون وحل المشكلات والإبداع والتعلم الاجتماعي العاطفي؟
  • يجري هذا اللعب في ملعب روضة أطفال. ما هو برأيكم دور المعلم/ة في دعم اللعب في هذا البرنامج؟
  • كيف يطور الأطفال القدرة على التكيف والكفاءة من خلال هذا اللعب؟




  • ما هي مراحل اللعب والسياقات الاجتماعية التي رأيتموها في مقطعي الفيديو على هذه الصفحة: أعلى المنزلق والأطفال، والكرتون والتل؟
  • صِفوا كيف يتطور اللعب بين عمر السنتين والست سنوات؟

أساس الصحة النفسية

إن التكيف والكفاءة هما أساس الصحة النفسية لدى كل من الأطفال والبالغين. تعد مشاكل الصحة النفسية لدى الأطفال مصدر قلق متزايد ويمكن أن تشمل الجوانب الاجتماعية والعاطفية والسلوكية:

  • المشاكل السلوكية (خارجيا) تشمل العدوان وفرط النشاط واضطراب التحدي الاعتراضي.
  • المشاكل العاطفية (داخليا) تشمل القلق والمخاوف والرهاب لدى الأطفال الأصغر سنا، والاكتئاب والقلق لدى الأطفال في سن المدرسة.

غالبًا ما تبدأ مسارات الصحة النفسية السيئة في وقت مبكر من الحياة عندما يتم إنشاء الدوائر العصبية وأنماط التفاعلات. يتفق الباحثون على أن جودة العلاقات المبكرة هي المفتاح لتوسط قدرات الأطفال الصغار الناشئة على التكيف.


اقرأ
القراءة التالية هي تقرير من "مركز سياسات صحة الأطفال" في جامعة سيمون فريزر في كولومبيا البريطانية. وتقدم لمحة عامة عن الأبحاث الحديثة حول الصحة النفسية للأطفال بالإضافة إلى التدخلات الفعالة. يوجد رابط لمزيد من المعلومات لكل درس من الدروس الخمسين. الاحتفال بصحة الأطفال النفسية 50 درسا مستفادا

إراحة الطفل الصغير:


شاهد
انظروا إلى هذا التفاعل بين أم وطفلتها الصغيرة في عيادة الطبيب في هافانا، في كوبا، ولاحظوا العلاقات الدينامية أو التفاعلية بينهما.

هذه الطفلة، عمرها حوالي ستة شهور، وقد أحضرتها أمها للفحص الدوري في عيادة الطبيب المحلي. شاهدوا الفيديو بانتباه، وسجلوا ملاحظات، إذا لزم الأمر، عن العلاقات الدينامية المتميزة بالقوة والنشاط بين الأم والطفل، وسجلوا ملاحظاتكم على المشهد، ثم أجيبوا عن الأسئلة.


  • لماذا تبدو الطفلة غاضبة؟
  • كم من الوقت تحتاج هذه الطفلة لكي تسكت بعد أن تحملها أمها؟
  • كيف تُريح الأم طفلتها؟
  • ما هي الطرق المختلفة التي تستخدمها هذه الطفلة في هذا المشهد للتعبير عن مشاعرها؟ (شجعوا المشاركين على الخروج بأجوبة غير البكاء. على سبيل المثال، الطفلة تضم نفسها إلى حضن أمها، أو تنظر إلى عينيها.. الخ).
  • بناء على هذا المشهد، كيف تصفون العلاقة بين الأم وطفلتها؟

    يجسد  هذا المشهد مثالاً رائعاً على الرعاية المتجاوبة:


    كيف يمكنكم استخدام هذا المشهد أو مشهد آخر مثله في عملكم، وأثناء عملكم مع العاملين الصحيين أو الأهل؟

     التناغم والتعلق:

    التناغم يصف كيف يتفاعل الوالدان ومانحو الرعاية الآخرون مع إشارات الرضيع.

    التعلق يصف الصلات العاطفية الحميمة التي يبنيها الرضع مع أهلهم ومع مقدمي الرعاية الآخرين الأساسيين، التعلق هو كلمة أخرى للحب.

    المشهد الذي رأيتموه للتو عن الأم التي تريح طفلتها في عيادة الطبيب يجسد مثالاً رائعاً على التناغم والتعلق: كانت الأم متجاوبة للغاية مع إشارات الطفلة، فقد علمت أن الطفلة بحاجة إلى أن تحمل، فحملتها وعيناها بعيدتان عن الطبيب وطاولة الفحص، وهزهزتها بهدوء. من جهتها، توقفت الطفلة عن البكاء بمجرد أن حملتها أمها، فقد أدركت أن امها ستقوم بما هو مناسب من اجل تأمين ما تحتاج إليه في هذه اللحظة. توصف علاقة التعلق غالباً بالرقصة التي يتناغم فيها الشركاء مع بعضهم بعضاً.

    علاقات التعلق:


    فكروا بالأمر: تأملوا في علاقة تعلق عشتموها أنتم في حياتكم. كيف يمكن أن تصفوها؟ ماذا تعرفون عن أثر التعلق أو انعدامه في حياة الطفل؟

         ما رأيكم في تعدد مقدمي الرعاية؟

        مع أن التعلق بالشخص الذي يقدم الرعاية جانب أساسي (مهم للغاية على الأقل) فالكثير من الأطفال يكبرون وهم محاطون بالعديد من الناس الذين يهتمون بهم، كأفراد العائلة الممتدة بشكل عام، أو أشخاص من دوائر محيطة أخرى.


        ما هي تجربتكم مع مقدمي الرعاية المتعددين؟ ما هو عدد الأشخاص الذين يهتمون عادة بالطفل الصغير في البيئة الاجتماعية التي تعيشون فيها؟ ومن هم هؤلاء الأشخاص؟ (الجد والجدة؟ الأخوة؟ آخرون؟).